تخطى إلى المحتوى

أن تبقى خولة حمدي

رواية ان تبقى جاءت بعد رواية غربة الياسمين و كانت من المفروض أن تكون تستكمل أحداثها التي توقفت عندها.
إلا أنها جاءت لتستكمل ما أنقصته سابقتها من أحداث و تفاصيل فظهر فيها شخصيات عبّروا عن أنفسهم و حكوا قصتهم كاملة كانوا قد ظهروا كومبارس في الرواية السابقة.
تدور أحداث الرواية في زمنين مختلفين بين الماضي و المستقبل في فرنسا عام 2035 خليل الشاوي المحامي الفرنسي، يرشح نفسه لانتخابات البرلمان الفرنسي.
هو عربي من تونس لكنه كان يستنكر لهويته العربية و يعتبرها نقطة سوداء في حياته، يقنع نفسه بأنه لا فارق بينه و بين أي فرنسي من أصول أوربية و يمتلك نفس الحقوق
في أيام انشغاله في التحضير للانتخابات يُرسَل له طرد يحتوي فيه رسائل من أبيه تعود للماضي، يروي في الرسائل قصة هجرته الغير شرعية من تونس إلى فرنسا على أمل أن يحظى بحياة أفضل هناك.
قصة هجرته المؤلمة بداية من ركوبه لقوارب البحر حاملا أحلامه و أمانيه، وصولا إلى تحطم تلك الأحلام عند وصوله إلى فرنسا ليعاني من التشرد و الضياع و فقدان الهوية.
كان كل شيء باردا و خاليا من الإثارة حتى تلك اللحظة التي قررت فيها التمرد على مساري المحبط و صنع شيء خارق يحررني من جحيم الفراغ.
لو كتبت جملة واحدة لأصف كل ساعة ألم مرت بي لتكدست الأوراق إلى ما لا نهاية و لمللت أنت من سيمفونية الألم التي تمضي على لحنها حكايتي و لست ألومك فحديث الألم مقيت حتى عند قارئه و حديث الألم لن يخفف شيئا من عذاب صاحبه.
بأسلوب روائي سلس تستمر الكاتبة بطرح القضايا التي يعاني منها المجتمع العربي في فرنسا.
منها الهجرة الغير شرعية لأبناء العالم العربي إلى أوربا هربًا من الحروب و الفقر و البطالة و بحثًا عن الحياة.
الإرهاب و الجماعات المتطرفة التي اتخذت من الإسلام ساترًا تختبئ وراءه، عرضت أيضا الرواية حياة المشردين و المهاجرين الغير شرعيين و معاناتهم اليومية على الأراضي الأوربية فنجاتهم من قوارب الموت لا تعني بأن هناك في أوربا تنتظرهم حياةً وردية.
منذ وضعت قدمي اليمنى في القارب الخشب المتراقص على الشاطئ في ليلة خريفية غاب قمرها أصبحت حياتي تتابعا مرتجلا لحالات استثنائية، خضت المغامرة تلو الأخرى و عرضت حياتي للخطر أكثر من مرة، اقتربت من حدود الموت غرقًا جعلت نفسي طريد العدالة و كدت أنحدر إلى عالم الجريمة. وجدتني مرارًا أتمنى لو عدت إلى حياتي الرتيبة الخالية من الإثارة خفت أن أموت وحيدا و شريدا في ركن منسي خفت أن أكون قايضت حياتي العادية باللاشيء.
هل تدري كيف يكون إحساس ورقة الشجر في مهب الريح ؟ لا هي تمسكت بغصنها الفتي و ظلت شامخة في عليائها و لا هي تهاوت إلى أديم الأرض حيث تجف و تتحلل لتواصل حياة أخرى في بطن التراب.
تظل متأرجحة تتخبط في عجز لا تملك من أمرها شيئا و جل ما ترجوه هو أن تلفظها الريح قريبا علها تحظى ببعض السكينة و لو في العدم.
و للمرة الثالثة على التوالي تظهر في روايات خولة حمدي نموذج الفتاة المسلمة المحجبة التي تحافظ على حجابها و عفتها رغم ما يحيط بها من شهوات و استنكار لحجابها و مظهرها.
أما عن الخيط الذي يربط بين غربة الياسمين و أن تبقى فهو ظهور المحامية رنيم و الدكتور عمر، ظهورهم كان مناسبًا للأحداث و مستكملاً لقصتهم في الرواية السابقة.
في نهاية الرواية بعد استكمال خليل لقراءة رسائل أبيه يدرك قيمة هويته العربية التي كان مستنكرا لها و قيمة اتحاد العرب في غربتهم بشكل عام و في أوربا بشكل خاص.

 

عن الكاتبه

خولة حمدي أستاذة جامعية في تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود بالرياض متحصلة على شهادة في الهندسة الصناعية و الماجستير من مدرسة “المناجم” في مدينة سانت إتيان الفرنسية سنة 2008 متحصلة على الدكتوراه في بحوث العمليات (أحد فروع الرياضيات التطبيقية) من جامعة التكنولوجيا بمدينة تروا بفرنسا سنة 2011

روايتها الأولى الصادرة سنة 2012 تحمل عنوان “في قلبي أنثى عبرية” و هي مستوحاة من قصة حقيقية ليهودية تونسية دخلت الإسلام بعد تأثرها بشخصية طفلة مسلمة يتيمة الأبوين صمدت في وجه الحياة بشجاعة، و بشخصية شاب لبناني مقاوم ترك بصمة في حياتها

استمع لملخص رواية في قلبي انثى عبرية

 

ملخصات آخرى

مئة عام من العزلة

تعتبر هذه الرواية من أهم الأعمال الاسبانية الأمريكية خاصة، ومن أهم الأعمال الأدبية العالمية. مائة عام من العزلة هي من أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى.

هكذا تكلم زرادشت

هكذا تكلم زرادشت هي رواية فلسفية للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، تتألف من أربعة أجزاء صدرت بين 1883 و1885. تتكون من سلسلة من المقالات والخطب تسلط الضوء على تأملات…

رواية البؤساء

هي قصة فيكتور هيغو الخالدة التي قال عنها تولستوي إنها أعظم قصة إنسانية في العالم. ترجمت إلى جميع اللغات الحية، ونقلت غلى العربية عدة مرات، ولا تزال تعتبر إلى اليوم اشهر رواية في تاريخ الأدب كله.