العبرات كتاب رائع من أشهر وأقوى إبداعات المنفلوطي بدأه بتلك المقدمة
الرائعة: “الأشقياء فى الدنيا كُثُر، وليس فى استطاعة بائس مثلي أن يمحو بؤسهم وشقائهم فلا أقل من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات، علّهم يجدون فى بكائي تعزية وسلوى”. فقد عبر المنفلوطى بهذه الكلمات عما يجيش فى نفوس الجميع من أشواق وأحزان وآلام.. كانت قصه لمضمونها قطرات من الدمع، يسكبها المنفلوطي بين أيدى القرّاء في كتاب العبرات.
كتاب العبرات عبارة عن مجموعة من القصص التي درسها “الدكتور رياض “، وعبر المنفلوطي من خلالها عما يجيش من مشكلات مجتمعه، قدم المنفلوطي إرشادات للناشئة والقرّاء توجه غير مباشر إلى التحلي بالفضائل الإنسانية والأخلاق الحميدة، الكتاب فيه حزن شفيف ولغة جذابة فللمنفلوطي مقدرة لغوية قوية وبديعة وواضحة فى كتابه والتي تعد مرجعاً لمن يرغب في الكتابة، فتجد الكتاب بأسلوب سهل وألفاظ لو تقرأها من قبل ولغة قوية تأخذك للعيش في الأحداث وهذا ما برع به المنفلوطي في كتاب العبرات.

مقتطفات من كتاب العبرات للمنفلوطي

جمعت لكم فيما يلي اقتباسات رائعة، قد انتقيتها لكم من كتاب العبرات للمنفلوطي

الأشقياء فى الدنيا كثير، وليس فى استطاعة بائس مثلي أن يمحو بؤسهم وشقائهم، فلا أقل من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات علّهم فى بكائى تعزية وسلوى
لا خير في حياةٍ يحيها المرء بغير قلب، ولاخير في قلب يخفقُ بغير حب
إن العظيم عظيم فى كل شئ حتى فى أحزانه وآلامه
كما أن السماء فى ظلمة الليل تختلف إليها النجوم فتُقضئ صفحتها وتمر بها الشهب فتلمع فى أرجائها، حتى إذا طلعت الشمس من مشرقها محا ضوؤها ضوء جميع تللك النيرات، كذلك القلب الإنسانى لا تزال تمر به مختلف العواطف وتشتتت الأهواء مجتمعة ومتفرقة حتى إذا بلغ وأشرقت عليه شمس الحب غربت بجانبها جميع تلك العواطف والأهواء

كتاب العبرات من تأليف مصطفى بن لطفي بن محمد حسن لطفى أديب مصري من أم تركية قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ وصياغة عربية، ببراعة وإتقان لغوي بالغ الروعة، صقلها في قالب أدبي رائع

.كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كُتب بالعربية في العصر الحديث

ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في منفلوط بمحافظة أسيوط سنة 1289 هجريا الموافق 1876م ونشأ فى بيت كريم، ونهج المنفلوطي سبيل آبائه فى الثقافة تفرغ لعامين لدراسة كتب الأدب القديم وكون لنفسه أسلوبا خاصا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه المنفلوطي من الأدباء الذين كان لطريقتهم الإنشائية أثر فى الجيل الحاضر نشر بجريدة المؤيد عدة مقالات تحت عنوان النظرات، وولى أعمالاً كتابية فى وزارة المعارف ووزارة الحقانية وأمانة سر الجمعية التشريعية، وأخيراً المجلس في المجلس النيابي.