رواية العنكبوت لـ د/مصطفى محمود هي من أقدم روايات الخيال العلمي، حيث أنها روايات عربية قصيرة 100 صفحة جمع فيها الكاتب خياله المنطلق وفلسفته الخاصة بشكل علمي رائع برع فيه حيث أن الأخير هذا هو مجال عمله.
تبدأ الرواية بالدكتور العجوز م . داود حاصل على دكتوراة في جراحة المخ و الأعصاب من جامعة برلين يكتب مذكراته على عجلة من أمره مبررًا ” فما بالعمر فسحة .. ” كاشفًا عن ذلك السر الذي حمله لسنين.
أن رواية العنكبونت إحدى الروايات التي جمعت بين الكثير من الأشياء في صفحات قليلة، فحملت بين أوراقها المغامرة والغموض والإثارة والتشويق وعنصر المفاجأة وبالطبع الخيال العلمي الذي على أساسه كتب الرائع د/مصطفى محمود روايته العنكبوت.
ورغم بدء أحداث الرواية سريعًا دون تمهيد اللهم الصفحة الأولى منها، إلا أنك ستشعر أنك معهم منذ البداية، فتفكر مع الدكتور م . داود وتفاجأ معه ، وتعيش مغامرته الغريبة ويكأنك منه، حيث تبدأ الرواية بمقابلة الدكتور أحد مرضاه المهندس راغب دميان، وتكتشف معه أن وراء هذا الأخير الكثير والكثير من الأسرار الغريبة الصادمة، كل ذلك وأكثر ستكتشفه في رواية العنكبوت
رواية العنكبوت
رغم غرابة أحداث رواية العنكبوت، وعدم واقعيتها إذ أنها تنصف خيال في خيال، إلا أنه براعة أسلوب الكاتب د/مصطفى محمود جعلتها سهلة الدخول لعقلك، بل وأنه بأسلوبه الخاص وطريقة نقل فسلفته وتبريره على لسان البطل، تجعلك قادرًا على تصديق هذا، بل معتقدًا أنه ربما في المستقبل يتم أكتشاف ذلك المحلول الأزرق، أكسير التاريخ ! هذا الذي يجعلك تتنقل وتعيش ملايين السنين في أقل من نصف ساعة، والكثير من الغرائب ستجدها في رواية العنكبوت.
رواية العنكبوت ستشعر بالخوف وأنت تقرأها، هل تستطيع أن تجد نفسك سلطانًا مثلا، ثم عبدًا، ثم هندي ثم غربي ثم مجرد شجرة ومحارب و .. و .. و .. ، الكثير من الإثارة تنتظرك.
ما السر وراء الرأس المسروق .. وهذا المريض راغب دميان الذي تحدث الاسبانية بطلاقة في غفوته رغم انه لم يتعلمها يومًا ! الكثير من الأسرار يكتشفها الدكتور م . داود ، رواية رائعة ننصح بقراءتها،
مقتطفات من رواية العنكبوت
ولكن من يدري . هل نعرف نحن كل شيء في هذه الدنيا
إن كل ما نعيشه بضع سنوات في زمن لا أول له ولا آخر.
ماذا نكون نحن في عمر الدنيا حتى ندعي الإحاطة بكل شيء..
هذه الدنيا كلها طلاسم.
كلها طلاسم.
ولم تكن هناك وسيلة لمعرفة المقبرة والوصول إلى الجثة بدون معونة الحارس
وظللت أطرق باب الغرفة عدة مرات قبل أن أسمع خطوة الحارس وهو يتعثر وأسمع تثاؤبه .. ثم أراة يفتح الباب وينظر إلى وقد فغر فاه في دهشة.
كنت أقول لنفسي :
إذا كان هناك معنى أكيد لهذا كله . فهو أن راغب دميان حي.
وأنه يعيش في مكان ما.
وأنه لا بد سيلجأ إلى.
لا بد سيلجأ إلى
هل كنت أطمئن نفسي؟
وعلى ضوء بطارية صغيرة رفعت الغطاء ليفاجئني منظر مروع.
كانت الجثة ممدة في الصندوق بلا رأس.
الرأس مقطوعة من جذروها
و أذهلتني المفاجأة .. والجمت لساني.
كنت أضع الشريحة تت الميكروسكوب الكبير الذي استعرته من صديقي البكتريولوجي .. وأحاول جاهداً أن أفك طلاسمها.
كان ما ظهر لي في البداية أنه نسيج جنيني ظنأ خاطئاً .. فالخلايا في تفاصيلها لا تشبه الخلايا الجنينية .. وهناك زوائد واضحة عند أطراف الخلايا مما يجعلها أشبة بنجوم مذنبة ، وهي صفة في الخلايا العصبية للمخ والحبل الشوكي لا في الخلايا الجنينية البدائية.
كانت عيناي على مؤشر العداد طول الوقت ولكنه كان ينام نوماً ثقيلاً في مكانه.
وفي اليوم التالي كنت أذرع شوارع المعادي.
وفي اليوم الثالث كنت في الدقي.
وفي اليوم الرابع كنت في الجيزة.
وفي اليوم الخامس كنت في مصر الجديدة
حول المؤلف
معلومات عن كاتب ومؤلف رواية العنكبوت الكاتب والدكتور والفيلسوف المصري مصطفى محمود، من مواليد محافظة المنوفية ديسمبر عام 1921، وتوفى في القاهرة عام 2009، له 89 عمل كتابي منهم العلمي والديني والفلسفي والروائي، وله 400 حلقة تليفزيونية لبرنامجه الشهير العلم والإيمان.
حيث يتميز أسلوب د/مصطفى محمود بالبساطة والتسهيل وعدم الميل للتعقيد حتى في المسائل العلمية ليفهمه الجميع، الصغير قبل الكبير والأميّ قبل العالم.
الدكتور مصطفي محمود ــ رحمه الله ــ من أكثر الأدباء نفاذاً للبصيرة ومعرفة بالنفس البشرية .. لقد حباه الله القدرة على كشف خبايا النفس والتعبير عنها بطريقة فريدة بأسلوب شيق سلس .. كيف لا وقد بدأ رحلته من الشك الى الإيمان .. وهل الشك سوى…
يروي الكاتب في بداية الكتاب رحلته في اشباع شكوك تفكيره من خلال الكتب. حيث قضى نحو ثلاثين عامً بين الكتب و العلوم المختلفة التي كانت تصل من الغرب إلى دول العالم الثالث.…
مجموعة من الأطروحات التي يتبناها الفكر الإلحادي قام بمناقشتها و الرد عيها في صورة حوار بين صديقين، و جاء أسلوبه بسيطاً باعتباره اعتمد أسلوب الحوار مع …