تخطى إلى المحتوى

عبقرية الصديق عباس محمود العقاد

عبقرية الصدّيق كتاب يتناول شخصية أبو بكر الصدّيق بجوانبها الإنسانية:
كتاب عبقرية الصدّيق كتاب يشبه بقية الكتب في سلسلة العبقريات،

يقدم عبقرية الصدّيق صورة عن الجوانب النفسية لشخصية أبو بكر الصدّيق الخليفة الأول لرسول الله ، الذي كان له الأثر الكبير في انتشار الإسلام و ضبط أمور المسلمين بعد وفاة رسول الله.

لا يقدم العقاد في كتابه سرداً تاريخياً بل ركز على مجموعة من الأحداث التي بدورها تحمل دلالة نفسية عن شخصية أبو بكر الصديق.

و من أهم ما جاء به الكتاب من الأفكار التي ذكرها الكاتب لتعريفنا بشخصية أبو بكر الصديق:

استمع لهذا الملخص عبر هذا الفيديو

عبقرية الصديق عباس محمود العقاد

اسم و صفة

عُرف الخليفة الأول في التاريخ بأسماء كثيرة أشهرها أبو بكر و الصدّيق و يليهما في الشهرة عتيق و عبد الله.

هذه الأسماء عرف فيها في الجاهلية والإسلام على حد سواء، اشتهر بلقب الصديق في الجاهلية لأنه كان يتولى أمر الديات و ينوب فيها عن قريش.

و عرف بالعتيق لجمال وجهه من العتاقة وهي الجودة في كل شيء.

و سُمي في الإسلام بالصدّيق لأنه صدق النبي في حديث الإسراء و بالعتيق لأنه عليه السلام بشره بالعتق من النار.

الخليفة الأول

اجتمعت عند أبو بكر جميع الوجهات التي تؤهله للخلافة فكان سنه مناسب و أول السباقين للإسلام و صحبة النبي في الغار كما أن معظم الصحابة دخلوا الدين على يده.

و كانت أمارات استخلافه ظاهرة من طلائعها الأولى قبل مرض النبي عليه السلام بسنوات فكان أول أمير للحج بعث به النبي عليه السلام وهو في المدينة.

( كان قتال بين جماعة من الأوس فذهب النبي عليه السلام يصلح بينهم و قال لبلال إن حضرت الصلاة و لم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس )

إلى جانب اجتماع شروط الخلافة في شخصية أبو بكر، هناك دلالات قوية أثبتت رغبة رسول الله بخلافة أبو بكر .

فهذه الدلائل مجتمعة تلغي بدورها كل اتهام بتدبير أمر هذه الخلافة الذي وجهه بعض الجهلاء ضد أبو بكر.

صفاته

كان أبو بكر أبيض تخالطه صفرة، وسيماً، غزير الشعر، خفيف العارضين، ناتئ الجبهة، نحيفاً منحني القامة أميل إلى القصر.

أما صفاته الخلقية فقد اتفقت الأقوال أنه كان أليفاً ودوداً، متواضع لا يتعال على أحد

( كان إذا سقط منه خطام ناقته و هو راكب نزل ليأخذه و لم يأمر أحد بمناولته إياه )

و مع هذه المودة و هذه اللفة كانت فيه حدة يغالبها و لا يستعصي عليه أن يكبح جماحها، وصف نفسه ووصفه بها أقرب الناس إليه،

فقال في خطبة من أوئل خطبه بعد مبايعته ( اعلموا أن لي شيطانا يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني)

إسلامه

قيل أن أبا بكر رضي الله عنه كان أول من أسلم و اتفقت الأقوال على أنه أول من أسلم من الرجال و قال النبي عليه السلام :

( ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت منه عنده كبوة و نظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر ما عكم عنه حين ذكرته له )

من اللحظة الأولى بعد إسلامه ، وهب الإسلام كل ما يملك إنسان أن يهب من نفسه و آله و بنيه،

فأخذ أمه إلى النبي لتسلم على يديه و هي بين الحياة والموت.

وجاءه بأبيه بعد فتح مكة ليسلم على يديه و قد جلله الشيب و ابيضّ رأسه و حمل ماله كله ، و هو يهاجر في صحبة النبي يؤثر به الدين على الآل و البنين.

الصدّيق و الدولة الإسلامية

قدم الصدّيق للدولة الإسلامية الكثير أولها أن أسلم على يديه أكبر السادة وأكبر القادة في الإسلام مثل :

عثمان بن عفان و الزبير بن عوام و سعد بن أبي وقاص، واشترى نفرا من العبيد المرهقين و حررهم من أيدي المشركين وظلمهم.

أما أهم ما قدمه بعد الخلافة فهي حروب الردة التي تعتبر مفخرة أبو بكر الصديق.

قال أبو رجاء البصري ( دخلت المدينة فرأيت الناس مجتمعين ورأيت رجلا يقبل رأس رجل و يقول له :

أنا فداؤك و لولا أنت لهلكنا قلت من المقبَّل و من المقِّبل ؟

قالوا هو عمر يقبل رأس أبي بكر في قتال أهل الردة إذا منعوا الزكاة حتى أتوا بها صاغرين)

إلى جانب حروب الردة ، قام أبو بكر في خلافته بجمع القرآن الكريم، فلما مات من مات من حفاظ القرآن في حروب الردة أشار عمر على أبو بكر بجمع القرآن، فأحجم في بادئ الأمر ثم أنشرح صدره لما قاله عمر فانقضت خلافته و القرآن مجموع مفروغ من كتابته في المصاحف.

الصدّيق في بيته

عُرف بره بأبويه، و عُرف عطفه على أبنائه، وكادت الصداقة عنده أن تكون أخوة أو بنوة فكان يتحدث عن عمر يوماً فإذا هو يقول كأنما يتحدث إلى نفسه (و الله إن عمر لأحب الناس إلي )لم يكن لزوجات أبي بكر ما يشتكينه منه غير الإقلال من النفقة والقصد في المعيشة، لكنه لم يكن مقلاً من المال و لا عاجزاً عن كسبه قبل الخلافة ولا بعدها، فقد أنفق في سبيل الإسلام أربعين ألف درهم و مازال ينفق من ماله في شراء الأطعمة وتوزيعها على الفقراء و لا سيما في الشتاء.

و كان يبغض السرف فيقول أني لأبغض أهل البيت ينفقون رزق الأيام في يوم.

أبو بكر الصديق الأمين في الصداقة، والأمين في الحكومة، و الأمين في السيرة، والأمين في المال، و الأمين في الإيمان، مات وهو صاحب الدعوة الثانية في الإسلام فكان الثاني حقاً بعد النبي عليه السلام في كل شيء من قبول الإسلام إلى ولاية أمر الإسلام إلى تجديد دعوة الإسلام.

و قيل إنه مات بالحمى و أغلب الظن أنها حمى المستنقعات التي أصيب بها بعد الهجرة إلى المدينة ثم عاودته في أوانها مرة أخرى وهو شيخ ضعيف، و انتهت حياةٌ بلغت نهايتها في حيز الجسد و في حيز المجد و في حيز التاريخ.

اقرا ايضا باقي سلسلة العبقريات

عبقرية محمد

عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم تناول شخصية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام :كتاب عبقرية محمد كتاب يؤدي معناه في الحدود المقصودة، فهو ليس كتاب سيرة نبوية و ليس كتاباً لشرح أحكام الإسلام إنما هو كتاب…

عبقرية عمر

يقدم كتاب عبقرية عمر وصف ودراسة لأوصاف عمر بن الخطاب و مجموعة من الدلالات على خصائص عظمته ، و الاستفادة من هذه الخصائص لعلم النفس و علم الأخلاق و حقائق الحياة. قدم العقاد مجموعة من الحوادث، ….

عبقرية علي

عبقرية الإمام علي , صفاته، إسلامه ، سياسته، و علاقته بالنبي و الصحابة.في سيرة علي بن أبي طالب ملتقى بالعاطفة المشبوبة، و الإحساس المتطلع إلى الرحمة و الإكبار، لأنه الشهيد أبو الشهداء يجري…