حكى بلايك قصته مع تصنيع الأحذية في الأرجنتين، والتي بدأت مع صديق أرجنتيني تعرف عليه خلال رحلته، والذي أخذه إلى أكثر من مصنع للأحذية، وبعد قليل من المشاكل التي أمكن حلها، توفر له عددا لا بأس به من الأحذية، والتي أخذها كعينات وسافر إلى موطنه ليعرض الفكرة على الأصدقاء والمعارف ومحلات بيع الأحذية في بلدته.
الجميل في القصة هو كيف ساعده المجتمع على النجاح، بعدما آمن هذا المجتمع أن هناك بُعدا اجتماعيا وأخلاقيا وراء فكرة الشركة، ناهيك عن قدرة بلايك على التغلب على الصعوبات وتخطيها.
ست طرق للنجاح
من خلال تجربته مع بناء شركته، وضع بلايك ستا من الطرق للنجاح، أولها هو أن تجد قصة حقيقية جديرة بالمشاركة تنطوي على خير وتشجع الناس على إعادة سردها بعد الاقتناع بها.
واجه مخاوفك
لعل من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الناس هي حين يظنون أن عليهم انتظار الوقت المناسب كي يبدؤوا؛ حين يعرفوا كل شيء ممكن عن المجال الذي سيدخلون فيه، لكن في بعض المواقف سيكون عليك أن تقفز قفزة الثقة وتبني أجنحتك وأنت تسقط بعد قفزتك. لا وجود لمشروع كامل منذ أول يوم له. التوقيت لن يكون مثاليا أبدا.
الخوف غريزة ذات شأن كبير، وكلنا نخاف المجهول؛ ذلك الذي لا نعرف عنه شيئا، لكن هناك طرق عملية للتغلب على المخاوف، مثل النظر فيما نملك التحكم فيه، ألا وهو ردود أفعالنا، وبناء على رد فعل كل منا، سيأتي النجاح أو الفشل.
يرى بلايك أن عليك ألا تخاف الشروع في مجال لا تعرف (100%) كل شيء عنه، فالفكرة المناسبة مع التنفيذ الممتاز ستتغلب على فكرة عبقرية مع تنفيذ متواضع. لا تخش ارتكاب الأخطاء لكن تأكد دائما من أن قاربك يسير نحو محطتك التالية وفي الطريق السليم الذي وضعته له.
كن ذا حيلة ولو نفدت منك الحيل
حين تكون المشاريع الناشئة في بحبوحة من المال والموارد في بدايتها ،فهذا الأمر يحرمها من الإبداع والابتكار ويعمل بمثل السم الذي يقتلها بهدوء. البديل هو أن تبحث عن الموارد المجانية في بدايتك، مثل أن تطلب مساعدة الأهل والأقارب والأصدقاء، واعلم أن الخيال أكثر أهمية من المعرفة، مثلما قال آينشتين. لست بحاجة لاستئجار مكتب من أول يوم، بل فكر في اقتراض مساحة من صديق، أو استعمل ذات العنوان الذي تستعمله شركة قريب. بلايك بدأ شركته في شقته الصغيرة، وكانت الاجتماعات تقام في المطبخ، وكانت غرفة المعيشة هي المخزن.
اجعلها بسيطة سهلة
كلما كان المنتج سهلا بسيطا، كلما اقترب العميل أكثر من الشركة التي تبيع المنتج وكانت العلاقة أكثر ودا. البساطة تجعل من السهل مواجهة عواصف المشاكل حين تهب. يروي لنا بلايك قصة ريكاردو سيملر المدير التنفيذي لشركة Semco حيث أزال كل الحوائط الفاصلة في الشركة، وأسقط شروط الزي الرسمي في العمل، وألغى بطاقات الحضور والانصراف، وترك لكل موظف حرية تحديد راتبه مع إعلان راتب كل موظف علنا، وترك لكل موظف حرية العمل مع المدير الذي يروق له، الأمر الذي جعل قيمة الشركة في النهاية تتطور من 4 مليون دولار إلى 200 مليون دولار.
ابحث عن الأشياء التي تستنزف قوتك ومواردك واقضِ عليها قبل أن تقضي عليك. اجعل بيئتك بسيطة، تخلص من أي شيء ليس ضروريا. السعداء هم الذين يملكون القليل، بينما من يملكون الكثير مشغولون بما يملكون فلا يجدون الوقت للسعادة والمرح ومن ثم الابتكار.
بناء الثقة
الثقة تأتي عن طريق القيادة بخدمة الآخرين، أو كما تقول العرب: سيد القوم خادمهم، وعن طريق صنع زبون يبقى مع الشركة حتى نهاية العمر، في ضوء الحكمة القائلة: من لا يثق بالآخرين بما يكفي، لن يثق به أحد (للصيني لاو تزو).
المشكلة التي تندم عليها هي التي تنساها ولا تتعلم منها شيئا، فالمشاكل هي فرص سانحة للتعلم؛ فرص لتحويل الخطأ إلى صواب. هذه الثقة داخل وخارج الشركة تتطلب كذلك ألا تسمح لأي موظف سلبي أن يعكر صفو الجو الداخلي في الشركة.
من يلجئون للسباب ويهاجمون غيرهم من العاملين عليهم أن يرحلوا. الثقة الداخلية تعني كذلك أن تعطي العاملين معك السلطة الكافية لتنفيذ مهام وظائفهم. الثقة تتطلب كذلك أن توضح للجميع أين تذهب أموال الشركة، وكيف تلتزم بما وعدت به، كذلك عليك توضيح نفقات الشركة ومصاريفها، وعليك أيضا أن تستخدم منتجات شركتك، فإذا لم تثق أنت فيها، فكيف لغيرك أن يثق بها؟
العطاء تجارة رابحة
الانسان مجبول على البخل والمسك وعدم العطاء، ظنا منه أن في العطاء نفاد لمخزونه، ولولا كرم الله لصدق هذا الظن. العطاء بدون انتظار المقابل سيجلب لك عملاء وشركاء من حيث لا تدري. العطاء لا يكون ماديا فقط، بل معنويا وثقافيا، أن تعطي من وقتك ومن علمك كذلك.