إن النجاح طريقه صعب و طويل ، ويحتاج إلى إرادة قوية ثابتة لا تغيرها ظروف ، ولا تضعفها عقبات .
ومع مشوارنا في سبيل تحقيق أحلامنا، نحن بحاجة لشحن هممنا و النظر إلى أولئك الذين استطاعوا أن يصلوا إلى القمة، دون أن توقفهم العقبات، ليكونوا بذلك مصدر إلهامنا، على أن لا حياة مع اليأس و بأن الإيمان و الصبر و العمل الجاد هم الداعمات الأساسية للوصول لأعلى درجات النجاح.
كتاب ملهمون يسرد قصص منفصلة لأشخاص استطاعوا أن يحققوا أحلامهم ، و يسجل التاريخ أسمائهم ، على الرغم من العثرات في طريقهم، فهم لم يأتيهم النجاح صدفة ، بل بالعمل الشاق و الإرادة الصلبة.
قصص تحمل عناوين لطيفة تعبر عنها تشحذ الهمم وتقوي العزيمة ومن تلك القصص التي ذكرها الكاتب:

الصبر مفتاح النجاح

ولد الإمام محمد بن إسماعيل البخاري سنة 194هـ و توفي والده وهو صغير فنشأ في حجر أمه الصالحة. و قد أصيب في صغره بالعمى، فكانت أمه تدعو له كثيراً حتى رأت في منامها إبراهيم الخليل يقول : يا هذه قد ردّ الله على ولدك بصره دعائك فأصبح بصيراً)
ظهر نبوغ البخاري مبكراً فقد كان يتمتع بذاكرة قوية و حفظ سريع، حيث حفظ القرآن و هو ابن عشر سنين و ألهمه الله حفظ الأحاديث و هو ابن ستة عشر سنة حتى قيل أنه يحفظ صبي سبعون ألف حديث.
و قد سافر إلى مكة للحج و عمره ثماني عشرة سنة ، فأقام فيها يطلب علم الحديث ثم رحل إلى مشائخ مصر و الشام و غيرها من البلاد الإسلامية التي أمكنه السفر إليها.
كان لدى البخاري همة عالية في طلب العلم فقد كان يستيقظ من نومه فيوقد السراج و يكتب الفائدة ثم يطفئ سراجه في الليلة الواحدة أكثر من عشرين مرة.
وقد كتب البخاري مايزيد على عشرين مصنفاً أشهرها (صحيح البخاري) و هو أشهر كتب الحديث النبوي، الذي بذل فيه البخاري جهداً خارقاً، و انتقل في تأليفه و جمعه وترتيبه ستة عشر عاماً، وهي مدة رحلته الشاقة في طلب الحديث، و يقول عن صحيحه ماوضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

عثرات قبل نيل أعلى الدرجات

ترك جورج برنارد شو المدرسة و هو في الخامسة عشر من عمره، و عاش حياة فقر و بؤس في فترة شبابه، ولم يثنه عدم التعلم في المدارس من الإطلاع و القراءة فقد علم نفسه بنفسه، حتى أصبح من أشهر المؤلفين و الكُتاب المسرحيين في العالم و حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1925، و كان يمكن أن يهمل نفسه و يصبح فقيرا ، لكنه فضل السعي للنجاح .
و يرى برنارد شو أن كل هذه الإنجازات والنجاحات لم تكن لتأتي لولا التزامه ببرنامج، وضعه لنفسه حيث كان يبدأ برنامجه اليومي بكتابة خمس صفحات.

العمر ليس عائقا للنجاح

عامل النظافة و بواب المدرسة غابي سنيور ، عندما بلغ من العمر 39 عامًا ، قرر العودة إلى مقاعد الدراسة من جديد. فأصبح يأتي إلى المدرسة كل صباح كبواب وطالب في آنٍ واحد، استمر على هذا الحال حتى تخرج من المدرسة والتحق بالجامعة ليحصل على البكالوريوس و يصبح معلماً في ذات المدرسة التي كان يعمل بها خادماً ، استمر بالعمل و بعد 28 عاماً حصل على الماجستير ليصبح مدير المدرسة. يقول غابي ( لا تدع الوضع الخاص بك يحدد لك حياتك، ليس المهم كيف بدأت و لكن كيف تنتهي)
كتاب ملهمون، كتاب ممتع ومليء بالقصص و العبارات التحفيزية التي قد تعطينا الدافع الإيجابي و تُلهمنا للنجاح و المثابرة .
فداخل كل إنسان طاقات و قدرات عظيمة، النجاح ليس حكراً على أحد تستطيع أن تكون كما تريد فقط انهض و حاول واستثمر وقتك.