تخطى إلى المحتوى

هكذا علمتني الحياة المؤلف د. مصطفى السباعي

الحمد لله الذي قدّر كل شيء فأحسن قدره، وابتلى الإنسان بما يسرّه وما يسوؤه ليُحسن في الحالتين شكره وصبره…
وبعد فهذه خطرات بدأت تسجيلها وأنا في مستشفى المواساة بدمشق في شهر ذي القعدة من عام 1381 للهجرة الموافق لشهر نيسان (إبريل) من عام1962 للميلاد، وكنت بدأت تسجيلها لنفسي حين رأيتني في عُزلة عن الأهل والولد، والتدريس والتأليف، وتلك هي عادتي في السجون والأمراض والأسفار، غير أني فقدت كل ما دونته من قبل، فلما بدأت بتسجيل خواطري في هذه المرّة، وكان يزورني بعض إخواني فيراني مُكبَّاً على الكتابة، أبدى عجبه من أمري، فقد أجمع كل الأطباء الذين يُشرفون على علاجي في بلادنا وفي بلاد الغرب أن من الواجب أن أركن إلى الراحة التامة، فلا أقرأ ولا أكتب، ولا أُشغل بالي بمشكلات الحياة وهمومها، حتى يقدر لي الشفاء من مرض كان سببه الأول – إرهاق الأعصاب بما لا تتحمله، وقد صبرت أعصابي على إرهاقي لها بضع عشرة سنة حتى ناءت بحمل ما أُحمّلها من هموم وأحزان، فكان منها أن أعلنت احتجاجها بإيقافي عن النشاط والعمل إيقافاً تاماً بضعة شهور، ثم استطعت من بعدها أن أعود إلى نشاطي الفكري، حتى إذا دخلت المستشفى أخيراً بعد اشتداد الآلام، كان من المفروض أن أقف مضطراً عن الكتابة، لولا أني وجدت نفسي مسوقاً إلى تسجيل خواطري التي لم يكن لي يد في إيقاف تواردها. وأقربُ ما يكون الإنسان إلى التفكير، أبعد ما يكون عن الشواغل والمزعجات.
فلما رأى مني بعض أصدقائي ذلك، قرأت لهم بعض ما كتبت فاستحسنوه، وكان أمر بعضهم أن أخذ يتردد عليّ يومياً ليسمع ما استجد من خواطري، ثم غادرت المستشفى فتابعت تسجيل هذه الخواطر في فترات متقطعة كانت تدفعني إليها مناسبات الأحداث. إلى أن تجمّع لي منها قدرٍ كافٍ رأيت من الخير الاستجابة إلى رغبات بعض إخواني في نشرها رجاء النفع والفائدة.
يقظة وغفلة:
ما عجبتُ لشيء عجبي من يقظة أهل الباطل واجتماعهم عليه، وغفلة أهل الحق وتشتت أهوائهم فيه!
دواب الشيطان:
إن للشيطان دواب يمتطيها ليصل بها إلى ما يُريد من فتنة الناس وإغوائهم، منها: علماء السوء، ومنها: جَهَلَة المتصوفة وزنادقتهم، ومنا: المرتزقون بالفكر والجمال، ومنها: الآكلون باللحى والعمائم، وأضعف هذه الدواب وأقصرها مدى مجرمو الفقر والجهالة والتشرد.
القلب الممتلئ:
الصندوق الممتلئ بالجواهر لا يتسع للحصى، والقلب الممتلئ بالحكمة لا يتسع للصغائر.
علامة القبول:
إذا قبلك نسب إليك ما لم تفعل، وإذا سخطك نسب إلى غيرك ما فعلت.
إذا همّت نفسك:
إذا همّت نفسك بالمعصية فذكّرها بالله، فإذا لم ترجع فذكّرها بأخلاق الرجال، فإذا لم ترجع فذكّرها بالفضيحة إذا عَلِمَ بها الناس، فإذا لم ترجع فأعلم أنك تلك الساعة قد انقلبت إلى حيوان.
لو كنت!
لو كنت متوكلاً عليه حق التوكل لما قلقت للمستقبل، ولو كنت واثقاً من رحمته تمام الثقة لما يئست من الفرج، ولو كنت موقناً بحكمته كل اليقين لما عتبت عليه في قضائه وقدره، ولو كنت مطمئناً إلى عدالته بالغ الاطمئنان لما شككت في نهاية الظالمين.
لا تمتدح … حتى:
لا تمتدح إنسناً بالورع حتى تبتليه بالدرهم والدينار، ولا بالكرم حتى ترى مشاركته في النكبات، ولا بالعلم حتى ترى كيف يحل مشكلات المسائل، ولا بحسن الخلق حتى تُعاشره، ولا بالحلم حتى تُغضبه، ولا بالعقل حتى تُجرّبه.
الصمت والكلام:
إذا اشتهيت الصمت فتكلّم، وإذا اشتهيت الكلام فاصمت؛ فإن شهوة الصمت وقارٌ مفضوح، وشهوة الكلام خفةٌ مُزريّة.
التجارب:
التجارب تُنمي المواهب، وتمحو المعايب، وتزيد البصير بصراً، والحليمُ حلماً، وتجعل العاقل حكيماً، والحكيم فيلسوفاً، وقد تُشجع الجبان، وتُسخي البخيل، وقد تقسي قلب الرحيم، وتلين قلب القاسي، ومن زادته عمىً على عماه، وسوءاً على سوئه فهو من الحمقى المختومين.
اغتنم ساعة نشاطك:
للنفس ساعات تنشط فيها للخير، وساعات تحرن فيها، فإذا نشطت فأكثر، وإذا حرنت فأقصر، فإنك إن أكرهتها على الخير وهي لا تُريده كانت كالدابة التي تركبها مُرغمة، لا تأمن أن تُلقي بك وأنت حُطَمَة!
كثرة الكلام:
من اُبتلي بكثرة الكلام أُصيب بالعيّ في موطن يُحسن الكلام فيه.
النظر في كتاب الله:
ما رأيت شيئاً يُغذّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله.
رباعيات:
ارحم أربعاً من أربع: عالماً يعيشُ مع الجُهال، وصالحاً يعيش مع الأشرار، ورحيماً يعيش مع قساة القلوب، وعالي الهمة يعيش مع خائري العزائم.
موطنان:
موطنان ابكِ فيهما ولا حرج: طاعة فاتتك بعد أن واتتك، ومعصية ركبتك بعد أن تركتك.
وموطنان افرح فيهما ولا حرج: معروفٌ هُديتَ إليه، وخيرٌ دُللت عله.
وموطنان أكثر من الاعتبار فيهما: قويٌ ظالم قصمه الله، وعالمٌ فاجر فضحه الله.
وموطنان لا تطل من الوقوف عندهما: ذنبٌ مع الله مضى، وإحسانٌ إلى الناس سلف.
وموطنان لا تندم فيهما: فضلٌ لك جحده قرناؤك، وعفوٌ منك أنكرهُ عتقاؤك.
وموطنان لا تشمت فيهما: موتُ الأعداء، وضلال المهتدين.
موطنان لا تترك الخشوع فيهما: تشييع الموتى، وشهود الكوارث.
وموطنان لا تقصر في البذل فيهما: حماية صحتك، وصيانة مروءتك.
وموطنان لا تخجل من البخل فيهما: الإنفاق في معصية الله، وبذل المال فيما لا حاجة إليه.
وموطنان انسَ فيهما نفسك: وقوفك بين يديَّ الله، ونجدتك لمن يستغيث بك.
وموطنان لا تتكبر فيهما: حين تؤدي الواجب، وحين تُجالس المتواضع.
وموطنان لا تتواضع فيهما: حين تلقى عدوك، وحين تُجالس المتكبر.
وموطنان أكثر منهما ما استطعت: طلب العلم، وفعل المُكّرَمَات.
وموطنان أقلل منهما ما قدرت: تخمة الطعام، ولهو العاطلين.
وموطنان ادخرهما لتغير الأيام: صحتك وشبابك.
وموطنان ادخرهما ليوم الحساب: علمك، ومالك.
وموطنان لا تجزع من مشهد البكاء فيهما: بكاء المرأة حين تتظلّم، وبكاء المُتهم حين يُقبض عليه.
وموطنان لا يغرّنك الضحك فيهما: ضحك الطاغية لك، وضحك المحزون عندك.
وموطنٌ واحد لا تُعلقّ قلبك فيه إلا باثنين: عمرك؛ لا تحب فيه إلا الله ورسوله.
ووقتٌ واحد لا تفعل فيه إلا شيئاً واحداً: ساعة الموت؛ لا ترج فيها إلا رحمة الله.
سوء نيّة!
ليس صدفة ولا عن حُسن نيّة أن توجّه طاقات شبابنا وبناتنا إلى الرسم والرقص والغناء، ويكون ذلك محور التوجيه في الصحافة والإذاعة والتلفزيون من حيث لا توجه طاقاتهم ولا عبقرياتهم إلى العلم والصناعة والاختراع. إنها خطة استعمارية تُنفذّ من أموال الشعب على أيدي بعض الأغرار من المراهقين والمراهقات!
الانصراف إلى الفن:
الانصراف إلى الفن شغل الذين تمّ لهم البناء، أما الذين لم يبدأوا بالبناء بعد، أو بدأوا متأخرين، فمن أكبر الجرائم صرفهم عن الاهتمام في تقوية البناء، إلى الاهتمام بالرسم والغناء، وعن الاختراع إلى رقص الإيقاع، وعن صُنع الحياة إلى رسم الحياة.
نحن وإسرائيل:
إسرائيل لا تعدُ لغزونا فِرقاً من الراقصات والمُغنيّات والرسامين، ولكنها تعدُ فِرقاً من الفدائيين، وأساطيل في الجو والبحر، وقذائف للهلاك والتدمير، فهل يفهم هذا “المنحلّون” و”الببغاوات” و”المتآمرون” و”الكسالى” و”الوجوديون” و”المستغربون” و”المفتونون”؟
لمن تُعطى الجوائز؟
نحن في حاجة إلى مخترعين ومخترعات، أشدُ من حاجتنا إلى فنانين وفنانات، ومع ذلك فكل الجوائز وكل الفُرص وكل الأنوار تُسلّط على هؤلاء، ويُحرم منها أولئك، وما {ايت يوماً جائزة خُصصت لشاب مُكتشف أو مخترع، وأرى كل يوم عشرات الجوائز للشباب المتفوقين بالرسم والتصوير والموسيقى والغناء، فهل هذا دليل على جدنا في الانضمام إلى ركب الحضارة، والخلاص من أعدائنا المُتربصين؟ أم نحن قومٌ غافلون، أو مخدوعون، أو مضلّلون؟
مع ملحد!
قال لي ملحد: أرني الله، قلت له: أرني عقلك، قال: أقنعني بوجوده، قلت: أقنعني بحياتك. قال: أين هو؟ قلت: أين الحق والخير والكمال.
باب الخلود:
للخلود بابان: بابٌ أماميّ يدخلُ منه العظماء من هُداة الناس، وبابٌ خلفيّ يدخل منه الأشقياء من أعداء الشعوب، ومفتاح الباب الأمامي أكرم من الذهب، ومفتاح الباب الخلفي شواظ من لهب، والأولون يُخلّدون بترحم الناس عليهم، والآخرون يُخلّدون بلعنة الناس لهم.
الفرصة الوحيدة:
الحياة هي الفرصة الوحيدة للخلود بالعمل النافع، فليس فيها مُتسع للهو والعبث.
لا تيأس:
إذا استعصى عليك أمرٌ تُريده وترى فيه الخير، فحاول أن تسعى وراء خير آخر؛ فإن الخير أكثر من أن تُحصى طرائقه، وأعزُّ من أن ينال كله.
ثواب الجهاد:
لا تنتظر جزاءك من أُمتك على ما قدمت لها من خدمات، فهي مهما كافأتك، فإنما تُكافئك كفرد، وأنت أحسنت إليها كأُمّة، وانتظر الجزاء بما لا يفنى ممن لا يفنى.
اتهامك أُمتك بالجحود دليلٌ على أنك أردت السمعة، ولم ترد وجه الله.
لا يعجبك من الشهرة حلاوة التصفيق؛ فإن معها مرارة التصفير، ولا مدائح المعجبين؛ فإن فيها مناوح الحاسدين.
لكل شيء ثمن!
قلّ من استطاع أن يعيش بين الناس سالماً، إلا على حساب حُريته وكرامته، وقلّ من استطاع أن يعيش بينهم محبوباً، إلا على حساب طموحه ومصلحته.
بم ينمو العقل:
لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومُطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة.
بم يصلح العلم:
لا يصلح العلم إلا بثلاث: تعهد ما تحفظ، وتعلّم ما تجهل، ونشر ما تعلم.
بم يُفيد الوعظ:
لا يفيد الوعظ إلا بثلاث: حرارة القلب، وطلاقة اللسان، ومعرفة طبائع الإنسان.
بم يجمل المعروف:
لا يجمل المعروف إلا بثلاث: أن يكون من غير طلب، وأن يأتي من غير إبطاء، وأن يتم بغير منّة.
بم يقع التواضع موضعه؟
لا يقع التواضع موضعه إلا بثلاث: أن يكون من تتواضع إليه مستحقاً لهذا التواضع، وأن يكون عارفاً بقيمته، وأن لا يلتبس التواضع بالذلة عند من يشاهدونه.
بم ينبل السخاء؟
لا ينبل السخاء إلا بثلاث: أن لا يكون جزاءً لمعروف، وأن لا يكون ارتقاباً لمعروف، وأن تكون الرغبة في ثواب الله عليه أقوى من ثناء الناس فيه.
حين يُساء فهم الدين:
حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره، تُصبح العبادة عادة، والصلاة حركات، والصوم جوعاً، والذكرُ تمايلاً، والزهد تحايلاً، والخشوع تماوتاً، والعلم تجملاً، والجهاد تفاخراً، والورع سخفاً، والوقار بلادة، والفرائضُ مهملة، والسنن مشغلة.
وحينئذ يرى أدعياء الدين، عسف الظالمين عدلاً، وباطلهم حقاً، وصراخ المستضعفين تمرداً، ومطالبتهم بحقهم ظلماً، ودعوة الإصلاح فتنة، والوقوف في وجه الظالمين شراً.
وحينئذ تصبح حقوق الناس مهدرة، وأباطيل الظالمين مقدسة، وتختل الموازين، فالمعروف منكر، والمنكر معروف.
وحينئذ يكثر اللصوص باسم حماية الضعفاء، وقُطاع الطرق باسم مقاومة الظالمين، والطغاة باسم تحرير الشعب، والدجالون باسم الهداية والإصلاح، والملحدون بحجة أن الدين أفيون الشعوب.
الخلوة:
خلوة ساعة بينك وبين ربك قد تفتح لك من آفاق المعرفة ما لا تفتحه العبادة في أيام معدودات.
لا ترجئ عملك:
من أماني النفس الباطلة، أن ترجئ العمل إلى وقت تكون فيه أكثر فراغاً أو أكثر نشاطاً، فإنك لا تدري أيأتي الوقت كما تتمناه نفسك، أم يفوتك العمل في الوقتين معاً!
أصدقاء القرآن:
لبعض الكتب المقدسة عند بعض الديانات جمعيات منتشرة في جميع أنحاء الأرض، جُنِّد فيها عشرات الألوف من الأشخاص، ويُنفق عليها عشرات الملايين من الأموال، وهي بلا شك تحتوي ثروة أخلاقية إنسانية تفيد البشرية، ولكن أي ثروة فكرية وتشريعية وأخلاقية إنسانية تحتويها إذا قيست بثروة القرآن الكريم؟ وإذا كانت تلك قد رُزِقت عناية هذه الآلاف من الناس، ووضعت تحت أيديهم كل الإمكانيات لنشرها والدعاية لها أفلا يستحق كتاب الله الخالد عُشر هذه الجهود؟ وعُشر هذه الأموال؟ وهل تُقاس الثمرة التي جنتها الإنسانية من تلك الكتب بالثمرات التي تجنيها من نشر القرآن الكريم؟ أم أن ميزة هاتيك أنها كتب قومٌ يحملون الحضارة، وكتابنا كتاب قوم مغلوبين لتلك الحضارة؟ أميزة تلك أنها كتب قوم لم ينهضوا إلا حين تركوها، وذنب هذا أنه كتاب قوم لم يسقطوا إلا يوم تركوه؟ أميزة تلك أن حضارة الذين ينشرونها اليوم قامت على أسس تخالف مبادئها؟ وذنب هذا أن حضارة الذين هجروه وبها غيروا وجه الدنيا لم يضع حجر أساسها غيره؟ أميزة تلك أن المكتشفات العلمية تسير في خط معاكس لاتجاهه، وذنب هذا أنها تسير في خط موازٍ لاتجاهه؟ أميزة تلك أنها كتب الأقوياء ولم تكن لها يد في قوتهم؟ وذنب هذا أنه كتاب الضعفاء وهو بريء من عهدة ضعفهم؟
إذا لم يكن شيء من هذا كله، فما هو السر إذاً؟ إلا أن يكون هو الوفاء من جانب أولئك، والجحود من جانب هؤلاء؟ أهو العلم هناك والجهل هنا؟ سبحانك ربي! إنه علم يحمل على كتفه قاتله، وجهلٌ يشيح بوجهه عن وليه! سبحانك هذا تفريطٌ عظيم!
دعاية العمل أبلغ!
لو عَمِل المسلمون بآداب قُرآنهم للفتوا الأنظار إلى روعته أكثر من ألف جمعية، وألف خطاب، وألف كتاب.
جناية الضعيف على الحق:
يوم كان المسلمون أقوياء بالقرآن أقبل الناس عليه من كل حدب يتدارسونه ويتعلّمون لغته، فلما ضعفوا بضعفه في نفوسهم، كانوا هم أول من أعرض عن دراسته وتعلّم لغته، وهكذا يجني الضعيف على نفسه وعلى الحق الذي يحمله.
مع الله:
من اعتز بغير الله ذلّ، ومن استعان بغيره خاب، ومن توكل على غيره افتقر، ومن أنس بسواه كان في عيشة موحشة، ولو غمرته الأضواء وحفت به المواكب.
وسيلة خير وشر:
يقولون: إن من محاسن هذه الحضارة أنها اخترعت الإذاعة والتلفزيون والصحافة لإشاعة المعرفة في أوساط الجماهير، ونسوا أنها استعملت أيضاً، لتضليل الجماهير عن الطريق الصحيح للمعرفة.
المصلحة الخاصة والعامة:
الناس في العمل للمصلحة العامة ثلاثة: واحدٌ ينسى مصلحته الخاصة؛ فهذا أكرم الناس، وواحدٌ يذكر مع المصلحة العامة مصلحته الخاصة؛ فهذا من أفاضل الناس، وواحدٌ لا يذكر إلا مصلحته الخاصة؛ فهذا شر الناس.
لا تخف من الناقدين:
لو أنك تهيبت العمل خوفاً من الناقدين لما عملت أبداً، ولكن اعمل ما تعتقد صحته، وتُرجح فائدته، وتُرضي به ربك، وتكسب به ثناء العقلاء والمخلصين؛ فإن غضب عليك بعد ذلك في حياتك من غَضِب، فسيرضى منهم عنك بعد موتك من يرضى.
المسيطرون في الفتن:
في الفتن: إما أن يُسيطر العباقرة أو السفهاء، ولا مكان فيها لمتوسطي المواهب والمستقيمين الطيبين.
الخصومة والعداوة في السياسة:
ليس في السياسة خصومة دائمة، ولا صداقة دائمة؛ فصديق اليوم قد يكون خصم الغد، وخصم الأمس قد يصبح صديق اليوم، ذلك شأنه في الأفراد والشعوب.
استفد مما تكره:
اتخذ من الفشل سُلّماً للنجاح، ومن الهزيمة طريقاً إلى النصر، ومن الظلم حافزاً للتحرر، ومن القيد باعثاً على الانطلاق.

استمع لملخص الكتاب

هكذا علمتني الحياة