مقدمة كتاب الشركات الاربعة
هل سبق لك وإن امتلكت إحدى أجهزة أبل؟ أو قمت بالبحث عن موقع فيسبوك عبر قوقل؟ أو قمت بشراء كتاب ما من أمازون؟ بلا شك، بأن جميعنا سبق له وأن قام بإحدى هذه الأشياء أو جميعها. فلقد اكتسحت هذه الشركات الأربعة العالم وأصبحنا في حاجة ماسة وضرورية لها.
سنتعرف في هذه الخلاصة على العوامل التي مكنت هذه الشركات من اكتساح الأسواق العالمية والسيطرة عليها.
استمع هذا الملخص عبر هذا الفيديو
كيف استطاعت هذه الشركات تغيير حياتنا
عندما نرغب بالبحث عن شيء ما، فأننا نتوجه إلى متصفح “قوقل” حيث يمكننا البحث عن ما نريد، ونحصل على الإجابة الشافية لأي سؤال يتبادر إلى أذهاننا.
وفي السابق كان من غير الممكن أن نبقى على تواصل مع الآخرين دون مقابلتهم شخصيا، بينما الآن أصبح بمقدورنا أن نتواصل مع آلاف الأشخاص من مختلف الثقافات والأجناس دون الاضطرار لمقابلتهم شخصيا، فكل ما يجب علينا فعله هو الدخول إلى صفحة “فيسبوك” والتواصل معهم.
وعندما نود شراء شيء ما، فكل ما يجب علينا فعله هو الدخول إلى موقع أمازون” وشراء ما نحتاج شراء» دون الاضطرار للخروج من المنزل. ويستطيع أي شخص ما أن يتظاهر بما يملك عبر شراء» إحدى أجهزة “أبل” الجميلة والراقية.
ولكن قد تغيرت هذه الشركات عن السابق، فأصبح محرك “قوقل” ليس مجرد محرك بحث، حيث استحوذت شركة قوقل على العديد من الشركات الأخرى. وأصبح فيسبوك أكثر من مجرد موقع للتواصل مع الآخرين. بينما استطاعت “أمازون” أن تستحوذ على سوق التجزئة بشكل شبه كامل في العديد من الدول حول العالم. وأن تصبح “أبل” أول شركة تقدر بتريليون دولار.
لقد حققت هذه الشركات نموا ضخما للغاية، ويعتقد العديد من الناس بأن هذه الشركات ساهمت في خلق ملايين الوظائف حول العالم وسهلت العديد من الأمور التى كان من الصعب عملها في السابق. إننا نتفق بأن هذه الشركات جعلت من العالم عالما أفضل، ولكن يجب علينا أن نوضح بعض الجوانب الخفية لهذه الشركات الأربعة، والتي قد لا يعلم الكثير عنها.
أمازون تقتل منافسيها
فى عام 2016 حققت شركة أمازون نمو يقدر بنصف نمو جميع الشركات الأمريكية في قطاع التجزئة. وفي عام ٢٠١٧ حققت خدمة “برايم” المقدمة من شركة أمازون نمو يعادل 52% فما الذي جعل هذا الوحش يحقق هذا النمو الضخم؟
وبما أن شركة أمازون ضخمة وتحقق مليارات الدولارات سنويا، فهي لا تمانع بأن تبيع منتجاتها بأقل من سعر المنافسين، مما سيجذب عملاء أكثر، ويجعلها تحقق نمو أكبر. وهي بهذه الوسيلة تقتل منافسيها، وتجعلهم يخرجون من السوق، مما يجعل هذه الشركات تضطر إلى تسريح جميع موظفيها. إذا في الحقيقة، إن شركة أمازون تخلق العديد من الوظائف ولكنها في المقابل، تصنع البطالة وتسرح موظفي منافسيها.
وإحدى التقديرات تشير إلى أن نمو أمازون في عام 2017 فقط جعلها تقتل أكثر من ٧٦٠٠٠ وظيفة لمنافسيها. هذا وبالإضافة إلى أن شركة أمازون تسعى لتقليص عدد موظفيها واستبدالهم بالروبوتات الآلية وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وبهذه الوسيلة، هي قتلت منافسيها و أخرجتهم من السوق ثم تنوي الآن الإستغناء عن موظفيها!
أبل هي من تفرض الأوامر
في ديسمبر من عام ٢٠١٥ قتل رجل يدعى “السيد فاروق” ١٤ رجلا بمساعدة زوجته “تاشفين مالك”. ويعد ما قام به “فاروق” عملا ارهابيا، وعندما أرادت الإف بي أي فتح قفل هاتفه الأيفون عبر الاستعانة بشركة أبل. رفضت الشركة التعاون مع الإف بي أي بحجة الحفاظ على خصوصيات الآخرين. والعجيب بأنها لاقت رواجا جماهيريا على تصرفها هذا الذي يعد تحديا للقانون. ولا يستطيع أحد محاسبة أبل فهي تعد رمزا للأجهزة الذكية ولها قبول جماهيري كبير للغاية، مما يجعل من الصعب محاسبتها.
في عام 2015 حققت أبل صافي أرباح تقدر بـ ٥٣٣ مليار دولار، ولم تستطع أي شركة عالمية تحقيق هذه الأرباح في هذه الفترة الوجيزة.
وفي عام 2016، كانت أرباح شركة أبل وحدها تعادل نسبة 79% من مجموع أرباح شركات الهواتف الذكية، مع سيطرة على السوق بنسبة 14.5%
كيف استطاعت أبل فعل كل هذا؟ والجواب ببساطة بأننا نحب أن نكون متميزين عن الآخرين، واستطاعت أبل تحقيق رغبتنا بالتميز عن الآخرين عبر تقديمها لأجهزتها الأنيقة المتمثلة في “الأيفون”، “الأيباد” و”ماك بوك”. وتشترك أبل مع بقية الشركات الراقية مثل “بورش” و”برادا” في ثلاثة أمور، وهي:
- امتلاكها لمؤسس مبدع ك “ستيف جوبز”.
- تصميمها المميز، والذي يعبر عن السلاسة والبساطة.
- على العكس من بقية الشركات، فأبل لا تسعى بأن تعرض منتجاتها بأقل الأسعار، بل تقوم بعرض منتجاتها بأسعار مرتفعة، حتى يشعر ملاكها بالتميز.
فيسبوك تقوم ببيع بيانات مستخدميها
هناك أكثر من مليار زائر يوميا لموقع فيسبوك، ما الذي يجعل هذا الموقع جذاب لهذه الدرجة؟ بكل بساطة، فأن فيسبوك تقوم على مبدأ غريزي وفطري، وهي الرغبة في التواصل مع الآخرين. فلقد استطعنا تكوين العديد من الصداقات الإلكترونية بفضل موقع فيسبوك.
ولكن الجانب الخفي من هذا الأمر، هو استطاعة فيسبوك أن تحصل على بيانات دقيقة لأكثر من مليار شخص حول العالم. وتقوم فيسبوك بجمع بياناتنا عبر الإعلانات التي تقوم بعرضها. فعندما يوجد إعلان ما ونقوم بالدخول إليه، فأنها تقوم بحفظ ما قمنا بعمله وجمعه مع المعلومات الأخرى، ثم إستغلال بياناتنا عبر التسويق لمنتجات أخرى تناسب ميولنا واهتماماتنا.
بالإضافة إلى ذلك، فأن فيسبوك تخلي مسؤوليتها عن المحتوى الذي يقدم في منصتها الاجتماعية. وبذلك، فهي استطاعت أن تقوم بتوفير تكاليف مراقبة المحتوى الذي يقدم في منصتها.
إن فيسبوك تعلم أكثر من ما نعلمه عن أنفسنا، فهي تعلم توجهاتنا السياسية، وميولنا الديني و آرائنا الشخصية. وأصبحت كذلك تستطيع التنبؤ بما ننوي القيام به في المستقبل.
قوقل المجيب دائما
هناك العديد من الأشياء الغامضة والتي بفضل قوقل أصبحنا نستطيع إمتلاك تفسيراً منطقياً لها. وأصبح هو المجيب الأول على جميع تساؤلاتنا التي تتبادر إلى أذهاننا. ولكن في المقابل أصبحنا نفشي أسرارنا لهذا المتصفح. فعندما نحب شخصا ما فاننا نخبر قوقل باننا لازلنا نفكر فيه عبر البحث عن اسمه. وعندما يعترينا مرض ما فإننا نبحث عن اعراض هذا المرض فيقوم بتسجيل ما قمنا بالبحث عنه وحفظه في سجلات الشركة.
ويقوم قوقل بالاستفادة من هذه البيانات عبر استخدامها في الإعلانات التسويقية، حيث أصبح بمقدرته معرفة من نكون وماذا نريد، فيقوم بوضع الاعلانات الدعائية بناء على ما نريد وما نرغب.
اللصوص الأربعة
إن هذه الشركات الأربعة لصوص ماكرة ومحترفة. فعلى سبيل المثال. قام مؤسس شركة أبل “ستيف جوبز بسرقة فكرة اختراع اجهزة الكمبيوتر المكتبية من زيروكس في حين لم تستطع شركة زيروكس تنفيذ فكرتها بسبب قلة مصادرها وضعف مواردها.
ولا تقدم قوقل أي خدمات حقيقية، فهي تسمح لنا بتصفح المحتويات التي قام الآخرون بكتابتها، في حين تقوم قوقل بكسب مليارات الدولارات فقط بسبب سماحها لنا بالإطلاع على ما دونه الآخرون!
وتقوم شركة فيسبوك بالسماح لنا بفتح حسابات مجانية وملئها بياناتنا الخاصة، كي تقوم ببيعها للمعلنين محققة بهذه الوسيلة أرباح طائلة. بينما تقوم شركة أمازون بالسماح للبائعين بإستخدام منصتها، كي تقوم بعرض نفس منتجاتهم بسعر أقل منهم، مما يجعل منافستها أمرا مستحيلا.
8 عوامل تساعد على الوصول إلى شركة بقيمة تريليون دولار
يرى الكاتب بأن هناك 8 عوامل تساعد في الوصول إلى شركة تقدر قيمتها بتريليون دولار.
- المنتج او الميزة التنافسية : وأول هذه العوامل هي وجود منتج مميز أو ميزة تنافسية خارقة، كمثل أبل لديها أجهزة الآيفون، وأمازون تستطيع توصيل طلباتك في غضون ساعات معدودة.
- الرؤية المستقبلية : هو وجود رؤية واضحة للمستقبل. فمثلا، تسعى شركة قوقل لجمع جميع البيانات حول العالم وطرحها لعامة الناس. بينما تسعى فيسبوك إلى جعل البشر يتواصلون مع بعضهم البعض أينما كانوا ووجدوا.
- اي مكان اي زمان : يجب أن يكون لدى الشركة منتج أو خدمة قابلة للوصول إلى جميع أنحاء العالم، ويمكن الإستفادة منها في كل وقت وفي أي مكان.
- السمعة الجيدة : يجب أن تكون الشركة التي تسعى لأن تصل إلى قيمة تريليون دولار صورة إيجابية عن منتجاتها وخدماتها. كي تحظى بسمعة تتيح لها زيادة مبيعاتها.
- الإدارة الجيدة : ينبغي على الشركة أن تمتلك القدرة في السيطرة على مختلف قنوات الإنتاج والتوزيع لديها.
- جذب الكوادر والمواهب : تسعى هذه الشرطان دائما لأن تحصل على أفضل الأكاديميين من خلال تكوين علاقات وثيقة مع أفضل الجامعات حول العالم كجامعة هارفارد، ستانفورد وجامعة واشنطن.
- جمع البيانات : الاهتمام بالذكاء الإصطناعي ومحاولة الحصول على أكبر كمية ممكنة من بيانات المستخدمين حتى يتم الوصول إليهم بسهولة.
فعلى سبيل المثال، تجد هذه الشركات الأربعة تحرص على جمع بيانات مستخدميها واستخدام بياناتهم في التسويق لمنتجاتهم بناء على اهتمامات عملائهم.
وتجد الشركات الضخمة تسعى إلى زيادة نموها بأي شكل ممكن، فهم يعدون أنفسهم في سباق وحرب مع بقية الشركات الأخرى. ولذلك، تجدهم يحرصون على الحصول على استثمارات كبيرة لكي تزداد قيمة شركاتهم.
الشركات التي من المتوقع أن تحقق تريليون دولار
تعد شركة علي بابا من أكبر شركات قطاع التجزئة في العالم. وتسيطر على أكثر من 60% من سوق التجزئة الصيني. ولكن العائق الوحيد الذي قد يمنع شركة علي بابا من تحقيق النجاح الساحق هو أنها لا تنوي التوسع عالميا وتقوم بالتركيز فقط على عملائها الصينيين.
وإحدى الشركات الواعدة شركة أوبر، التي تقدم خدمات النقل حيث تجدها في أكثر من ٦٠٠ مدينة حول العالم، وأصبحت وسيلة النقل الرئيسية والمفضلة للعديد من الناس. ونقطة ضعف أوبر الوحيدة هي عدم قدرتها على إدارة الشركة بشكل حد وتم إقالة رئيسها التنفيذي السابق “ترافيس كالانيك “في محاولة منها لتدارك مشكلة سوء الإدارة.
ولم تخرج أسواق وول مارت من السباق بعد، فهي تمتلك أكثر من 12الف فرع حول العالم، ولكنها سيئة السمعة مثل أوبر، حيث أشتهرت بأنها لا تقوم بدفع رواتب مجزية لموظفيها في محاولة منها لجذب عملائها بأسعار منتجاتها المنخفضة.
ويجب علينا أن لا ننسى شركة مايكروسوفت، فمعظم أجهزة الكمبيوتر تعمل بنظام ويندوز، والذي قامت بتطويره شركة مايكروسوفت، بالإضافة إلى إمتلاك شركة مايكروسوفت لنسبة كبيرة من شركة لينكد إن.
شركات كبيرة وناجحة
شكرا لكم
التعليقات مغلقة.