السمات الخفية التي تصنع الشخصية المقنعة والقوية
كتاب المؤثرون
ملخص كتاب “المؤثرون” من موقع ملخصات كتب، لمؤلفيه جون نيفينجر، وماثيو كوهرت.
مواضيع الملخص
Toggleكيف يكون أولئك المؤثرين؟
إذا أردت أن تصبح كأولئك المؤثرين فعليك أن تنظر في أحكامك نحوهم ونحو شخصياتهم، ثم تحاول دراستها كي ينظر الآخرين إليك بها، ونميل نحن البشر بطبيعتنا إلى إصدار الأحكام على الآخرين وعلى شخصياتهم، ونجد أننا بذلك نلتزم تلقائيًا بمعيارين في كل أحكامنا وهما المقدرة والتي تعني قدرة المرء على الفعل وإظهار إمكانياته ومساهماته مما يجبر الآخرين على احترامه والإنصات إليه، ثم الدفء وهو الاتفاق مع الشخص من حيث المشاعر والاهتمامات ورؤيتنا للحياة، مما يجبرنا على الإعجاب به والتعاطف معه، وبالطبع إذا تمكن من نحكم عليه من هذين المعيارين، نجد أنه يفوز بثقتنا وننظر إليه كقائد وقُدوة، لذا اعتبر الكاتب ببساطة أن المقدرة والدفء هما المعياران اللذان تتمحور حولهما كل الأحكام الاجتماعية التي نصدرها كبشر، لكننا البشر بطبيعتنا التي لا تتصف بالكمال، نجد أن أحدهم قد يمتلك معيارًا دونًا عن الآخر ويطغى عليه، كما لا يخفى هنا أننا إذا وجدنا من مُيز بالمقدرة والدفء معًا يحمل نوعًا خاصًا من القيادة أو ما يُسمى بالكاريزما.
عنصري الحياة، المقدرة والدفء
ولفهم الموضوع بشكل أوضح، وجب علينا فصل المعيارين عن بعضهما وفهم كل منهما، والمقدرة تضمن القدرة على إنجاز المهام كما ذُكِر، ولتلك القدرة علاقة بفرض الشخص لإرادته على عالمنا نحن وجذب اهتمامنا، لأنه سيكون محل اهتمام حيث ننظر في تلك القدرة، هل ستكون لمساعدتنا أم ضدنا، وهل قدرته ستكون لصالحه ولصالحنا أم لصالحه فقط، ولاشك أن تلك المقدرة تجعلنا ننظر إلى صاحبها كقائد نظرًا لقدرته أو بمعنى أصح “كفاءته” التي تسمح له بالتأثير في العالم لما له من مهارات معرفية واجتماعية وجسمانية كذلك، وأيضًا لإرادته التي تمنحه الالتزام بالمضي قدمًا ومواجهة العقبات.
أما الدفء، فهو الأمر المعنوي والعاطفي الذي نستشعره حين نتشارك مع شخصٍ ما مصالحنا وهمومنا، وكأننا ننتمي إليه كما ننتمي إلى مؤسسة أو مجتمع أو وطن، وإذا عنت المقدرة استطاعة المرء تنفيذ ما عزم عليه، فإن الدفء يعني مقدار سعادتنا وحماستنا ببذل الجهد ورؤية ثماره، وحينما يُظهر الأشخاص حولنا ذلك الدفء، نجد أنفسنا نُعجب بهم تلقائيًا ونميل إليهم بالتعاطف، حيث نشعر أننا لسنا وحدنا، وأنه هناك من هو بجانبنا، وكذلك الأُلفة والتي تعني غياب الطمأنينة وغياب الخوف، وكذلك الحب الذي يعني المودة والتفهّم.
الارتباط الوثيق، وقاعدة الطماطم
هل لاحظت يومًا أنك تميل إلى أن تنسب سمات إيجابية لأشخاص تعاملت معهم ويتمتعون بسمات إيجابية أخرى، كأن تخبر أصدقائك بإعجابك بذلك الطبيب الذي زرته لمهارته في عمله رغم عدم علمك بأمور الكفاءة الطبية، ولكن كان السبب الأكبر لهذا الحُكم هو لُطفه في التعامل معك؟ ألم تلاحظ أنك بذلك قد ربطت “الدفء” حيث تعامله اللطيف معك، ب “المقدرة” حيث كفاءته وبراعته، وبالضبط هذا دليل واضح لكون القدرة والدفء عنصرين يكمل أحدهما الآخر، ويُسمى الكاتب هذه العلاقة بالهالة والطاقة المتحركة، ويعني هنا بالمتحركة أنه أمر نسبي وليس مطلقًا، إذ يحتاج الشخص في بعض الأحيان إلى النظر لأحد العنصرين دونًا عن الآخر كأن يضطر لرفع صوته والظهور كشخص غاضب أمام فريق عمله في اجتماع على سبيل المثال، وبذلك يكون قد حاز على انتباههم وتملّك عنصر المقدرة، لكنه فقد عنصر الدفء، وكذلك قد يحدث العكس، ونحن بدورنا يختلف منسوب حكمنا في المقابل، وهذه هي الطاقة المتحركة.
كما أراد الكاتب التركيز على عنصر الدفء باعتباره يعمل على أساس يُسمى ب “قاعدة الطماطم” وينص هذا الأساس على أنه مثلما قد تتسبب ليلة باردة واحدة في تدمير حقل طماطم بأكمله، كذلك قد تتسبب واقعة واحدة يظهر فيها الشخص لا مبالاته وعدم اهتمامه بتضييعه لمبدأ الدفء بينه وبين من حوله، كما يجعل إعادة بث ذلك الشعور بالدفء أمرًا صعبًا، على عكس المقدرة التي إذا ظهرت مرة واحدة فإنها تظل ثابتة على صاحبها.
ما هي أول أوراقك لتُصبح مؤثرًا؟
وبعد أن عرفت سمات الأشخاص الذين باستطاعتهم التأثير في حكمك ناحيتهم إيجابيًا، يجب أن تنظم أوراقك للتأثير في من حولك، وأول أوراقك هي سماتك الخارجية أي سماتك الجسمانية كجسمك وجنسك وملامحك وأصلك، وهم بالطبع ما يكونون المعرفة المبدئية بطريقة سطحية وسريعة عنك، وعليك استغلال تلك الأوراق جيدًا وتهتم بها سواء مظهرك أو طريقك تحدثك وتعاملك، ولإدراك طرق الاستخدام الصحيح لهذه الأوراق وجب فهم كل نقطة من نقاطه، وأول تلك النقاط النوع الاجتماعي (الجنس)، فيجب أن نتيقن بوجود اختلاف بين الذكر الذي يتميز بالقوة الجسمانية عن الأنثى وتمتعه بنسبة أكبر من هرمون التستوستيرون، أما الإناث تتمتع بزيادة نسبة هرمون الاستروجين الذي يتصل بالمشاعر، إذًا نرى النساء تميل إلى الدفء والعاطفة، بينما الذكور على قدرة للموازنة بين المقدرة والدفء، أما ثاني النقاط فهي الانتماء العرقي، إذ وُجد أن الإنسان بطبيعته يميل إلى الاتصاف بالوصف الغالب لأقرانه من داخل جماعته أو بلاده، فقد نجد أن بلادًا قد يتميز سكانها بالمقدرة دون الدفء كالألمان واليابانيين، وبلادًا أقل مقدرة ولكنها تتميز بالدفء كالبرازيليين مثلًا، أما العمر فنحنٌ ننظر إلى الأطفال وكبار السن بتميز الدفء فيهم عن المقدرة وهذا أمر بديهي.
الإمكانيات الخفية، وتطبيق الكرة السحرية
قد تجد أن سلوكياتك التلقائية هي خارجة عن اللا وعي، لكنه الصواب أنه يمكن إخضاعها كلها للاختيار والتحكم الواعي، وذلك يكون بخطوات متتابعة تغير من ذلك الأسلوب التلقائي ليتحول إلى ما هو أكثر مقدرةً ودفئًا، ومن ثمّ بإمكانك تغيير الواقع، وأهم تلك الأساليب هي تعبيرات الوجه ووضع الجسد والإيماءات الخارجة منك، فمثلًا قد نجد ذلك الشخص الذي يتحرك بصورة مستقيمة يمتلك نوعًا من المقدرة، وكذلك الإيماءات التي تُعد وسيلة قوية لإظهار المقدرة والدفء باستغلال حركات ذراعيك وجسدك الهادئة ذات المعنى، وكذلك المساحة، فكونك تستطيع امتلاك المساحة الخاصة بك يمنحك عنصر المقدرة أكثر من الدفء، وهذا أمر صحي حتى ولو غلب على الدفء، إذ يجبر من حولك على احترامك،
يتدرب المتحدثين أمام الجماهير على تطبيق يُسمى بالكرة السحرية، والذي يتخيل فيه المُتحدث نفسه ممسكًا بكرة لعبة الطائرة بيديه على مستوى خصره، وتعطيه انطباعًا شخصيًا على المقدرة ووضع الأمور تحت السيطرة، ثم يلجأ إلى الابتسامة والتي ترفع من نسبة الدفء للتوازن بين العنصرين، ولكن أهم أسلوب يتم اتخاذه هو أن يتناسب سلوكك وتأثيرك في بيئة العمل، فعلى سبيل المثال، نجد أنه يتوجب في المقابلات الرسمية ارتداء زي مناسب واتخاذ تحركات وخطوات ملائمة للجو العام لهذا العمل، ويعطي الكاتب هنا مثالًا بحضور إحدى المستشارات اجتماعين أولهما مع مدير بنك، وكان عليها ارتداء لباس محافظ، والتمسك بالكياسة والاتزان في حديثها وتحركاتها، وبالفعل سار اجتماعها على نحو جيد، ولكن في الاجتماع الآخر الذي كان مع مدير لشركة إعلامية لم يسر على نحو جيد، إذ أحست تلك الشركة الإعلامية بتجاهل المستشارة للدفء، وهو العنصر الذي يطغى على المقدرة في مجالهم.
سمات القائد الشامل
لزم التنويه إلى دلالات استخدام “أنا” و “نحن”، فهذان الضميران لهما قدرة كبيرة على إظهار مستويات المقدرة والدفء، وبالطبع يعلم المرء أن استخدام “أنا” بكثرة يوحي بالأنانية، وربما يبين سمة المقدرة لكنه يلغي سمة الدفء تمامًا، وكذلك “نحن” نرى فيه العكس حيث غلبة “الدفء” على المقدرة، لذا وجب التوازن في استخدامهما، وأيضًا معرفة الوقت المناسب لاستخدام كلٍ منهما، إذ يميل قائد المؤسسة الناجح إلى الاستخدام الدائم للضمير “نحن” لكنه كذلك ليس بحاجة إلى الإفراط فيه،
أجرى باحث يُدعى د/ جوزيف ناي من جامعة هارفارد دراسة توصل فيها إلى تصنيف المهارات التي تُكوّن القائد الشامل وهم
- الذكاء العاطفي الذي يعني توجيه الفريق للفعل والعطاء بأسلوب يستخدم العاطفة والدفء وليس المنصب، مما يعمل على خلق مناخ ودي بين القائد وفريقه.
- التواصل فهو سمة القائد الشامل إذ تعني المقدرة بالنسبة للقائد والدفء بالنسبة للمرؤوسين.
- الرؤية التي تجعل القائد يصف الحاضر ويصوغ فكره نحو مستقبل أفضل مما يبعث الطمأنينة على المرؤوسين وتقوية عنصر الدفء.
- المهارات التنظيمية للأعمال والمهمات الكبرى وهي التي تُظهر عنصر المقدرة.
- المهارات السياسية الميكافيلية، وتعني القدرة على تقييم الآخرين والتعامل مع مواقف القوة الخشنة التي تتطلب إما الترغيب أو الترهيب.
- الذكاء الموقفي، وهو المرتبط بالسياق، وسرعة البديهة في التعامل مع التحديات المفاجئة.
وأخيرًا، نحنُ في حاجة إلى فهم مدى اتزان عنصري المقدرة والدفء لكي نستطيع التأثير على من حولنا، فذوي المقدرة وحدهم لن يستمروا في الأمر حتى نهايته وكذلك ذوي الدفء فقط، وعليك أن تفهم أنك شخص مميز يصنع حياته من نوع خاص، وبأسلوبه الخاص، وهذا فقط ما يجعلك مقنعًا أمام الآخرين ومؤثرًا حقًا.
طرق الدفع
- ماستر كارد
- فيزا
- بايبال
- الدفع عند الاستلام
تقيم القراء للكتاب
اطلب كتابك نسخة ورقية مطبوعة تصلك لمنزلك ويمكنك الدفع المقدم او الدفع عند الاستلام حسب ما ترغب
ملخصات آخرى
مئة عام من العزلة
تعتبر هذه الرواية من أهم الأعمال الاسبانية الأمريكية خاصة، ومن أهم الأعمال الأدبية العالمية. مائة عام من العزلة هي من أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى.
هكذا تكلم زرادشت
هكذا تكلم زرادشت هي رواية فلسفية للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، تتألف من أربعة أجزاء صدرت بين 1883 و1885. تتكون من سلسلة من المقالات والخطب تسلط الضوء على تأملات…
رواية البؤساء
هي قصة فيكتور هيغو الخالدة التي قال عنها تولستوي إنها أعظم قصة إنسانية في العالم. ترجمت إلى جميع اللغات الحية، ونقلت غلى العربية عدة مرات، ولا تزال تعتبر إلى اليوم اشهر رواية في تاريخ الأدب كله.