قام الكاتب جهاد الترباني بتأليف هذا الكتاب رداً على كتاب البروفيسور مايكل هارت، الذي قام بإخراج كتاب يذكر فيه 100 شخصية في التاريخ الإنساني، فقد قدم من وجهة نظره 100 شخصية في التاريخ البشري و كانت أول الشخصيات في تصنيفه الرسول محمد عليه الصلاة و السلام.

فقد رأى الكاتب جهاد الترباني مجموعة من المغالطات التاريخية في كتاب مايكل هارت ، يسرد الكاتب جهاد الترباني في كتابه تراجم لمائة عظيم من أبرز أبناء الأمة الإسلامية من دون الأنبياء يستعرض من خلالهم قصة الإسلام على مر العصور.

استعرض الكاتب تاريخ الإسلام بشكل شامل عبر جميع مراحل التاريخ البشري، ففي كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام يسافر القارئ عبر صفحاته في رحلة تاريخية ممتعة عبر جميع حقبات التاريخ الإنساني، عبر بقاع مختلفة في الكرة الأرضية من اليابان شرقا إلى تشيلي غربا و من السويد شمالا إلى جنوب أفريقيا جنوبا.

سيكون العظماء المائة في الكتاب على أشكال مختلفة، قد يكون رجلاً أو امرأة، مجموعة اجتماعية، أو قومية عرقية، قائداً، أو جندياً، عربياً، أو أعجمياً، عالماً مخترعاً، أو شاعراً، أديباً، شهيراً، أو مجهولاً.

استغرق تأليف الكتاب عاماً كاملاً من العمل المستمر من الكاتب جهاد الترباني، ليستطيع من خلال سرده لقصة العظماء المائة رسم صورة مصغرة للتاريخ الإسلامي .

أهم الأفكار في الكتاب

أبحر الكاتب في مجموعة من الحقائق و القصص المتنوعة كتاريخ السيرة النبوية و حكايات الصحابة، الخلافة المتعاقبة و قصة الدول المستقلة، قصة الصليبين، و قصة التتار، و قصة الاستعمار الأوروبي في القرنين الأخيرين، قصة الفتنة، و قصة الردة، قصة الفتوحات، و سر الشيعة.

كما استعرض قصة الحضارة الإسلامية مميزاتها منجزاتها أهم علمائها، تاريخ الأندلس الفتح الإسلامي فيها و قصة الأمارة الإسلامية هناك و الأحداث المهمة التي جاءت بعدها من الخلافة الإسلامية في قرطبة إلى ممالك الطوائف و إمبراطورية المرابطين فالموحدين ثم سقوط الأندلس.

و قدم أيضاً حكاية أكبر معركة بحرية في تاريخ الإسلام معركة البروز الخالدة، كما كشف أسرار خطيرة تكشف لأول مرة عن تاريخ الهنود الحمر و علاقتهم بالإسلام.

ذكر أيضا الكاتب قصة الإرهاب الإسباني البرتغالي البشع، و قصة الأفارقة السود في أمريكا الشمالية و علاقة الإسلام بحركة التحرر تلك.

و فصّل أيضا حكاية العثمانيين الأتراك، قيامهم و الأسباب التي أدت إلى سقوطهم لينتقل بعدها إلى الهند ليعرض قصة الإسلام في الهند.

استعرض أيضا جهاد الترباني في كتابه سر اللغة العربية و سر الهجوم المخيف عليها في السنوات الأخيرة.

كما ذكر الكاتب مفهوم التوحيد بشكل موسع من خلال قصة ثلاثة أبطال للتوحيد ظهروا في نجد و الحجاز و موريتانيا.

تناول الكاتب في فصول الكتاب أيضاً تاريخ فلسطين، و تاريخ الصراع الإسلامي الصليبي، و الصراع الإسلامي المجوسي، و أخيراً في كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام قطف الكاتب زهرة من بستان كل زمن في تاريخ المسلمين ليقدم لمحة لا بأس بها عن قصة الإسلام.

أسلوب الكاتب

تنوع أسلوب الكاتب في سرده للحقائق التاريخية، فتارةً نجده يستخدم الأسلوب التاريخي البحت، و تارةً يكون أسلوبه دفاعياً يرد على الشبهات التي لفقت حول الشخصية التي يتحدث عنها بشكل خاص و عن الإسلام بشكل عام.

و أحياناً أخرى يكون أسلوبه هجومياً ضد أعداء الأمة الإسلامية.

جاءت معلومات الكتاب ضمن مئة فصل حمل كل فصل اسم شخصية من عظماء الإسلام و لم يكن ترتيبهم معتمداً على تفاوتهم في الفضل و العظمة بل اعتمد الكاتب في ترتيبهم على بعدا الزمان والمكان.

اقتباسات من الكتاب

بعض من اقتباسات كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ:

أمة الإسلام أمة ممتدة لا تعرف حدودا للعنصر البشري فضلا من أن تعرف حدودا لزمان أو مكان فالعظماء في هذه الأمة تجمعهم ثلاث صفات أساسية شكلت هويتهم الفريدة و ميزتهم عن باقي البشر: الوحدانية في العقيدة، و التنوع في العنصر، و السمو في الهدف.

إن كان الصحابة هم أعظم البشر بعد الأنبياء فإن كتيبة بعينها من الصحابة كانت و بحق أعظم كتيبة في تاريخ الإنسانية منذ أبي البشر آدم و إلى يوم القيامة فمن تكون تلك الكتيبة الربانية التي غيرت من وجه التاريخ البشري إلى آبد الآبدين؟

كلما تقدمت أكثر فأكثر في هذا الكتاب و قلبت في صفحات التاريخ المنسية زادت قناعة كانت قد تجسدت لدي بأن تاريخنا الذي نجهله نحن يعرفه تمام المعرفة أعداء هذه الأمة.

معلومات كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ :
كتاب صدر عن دار التقوى للنشر و التوزيع

عدد صفحات الكتاب:461

سنة النشر: 2010

عن المؤلف 

جهاد الترباني كاتب وشاعر وباحث تاريخي فلسطيني، اهتم بالتاريخ الإسلامي