هذا الكتاب يبحث في غوامض العبقرية والتفوق والنجاح وما يسمى عند العامة بــ(الحظ) . وأثر الحوافز اللاشعورية فيها في ضوء النظريات العلمية .يقف الكاتب عند أمور عدة ومن جملة ما يقول :
- “إن التقصد والتعمد والتكلف والتعجل أمور مناقضة لحوافز اللاشعور ومضرة لها …
- إن كثيراً من أسباب النجاح آتية من استلهام اللاشعور ولا صفاء الروح الآتي ، فإذا تعجل المرء أمراً وأراده وأجهد نفسه في سبيله قمع بذلك وحي اللاشعور وسار في طريق الفشل …
- إن تطور المجتمع البشري ناجم عن المنافسة الحادة التي تدفع كل فرد لأن يبرع ويتفوق على غيره ، فالتطور قائم على أكوام أبدان أبدان الضحايا ،أبدان أولئك الذين فشلوا في الحياة ، فصعد على أكتافهم الناجحون ،لقد ثبت علمياً بأن قسطاً كبيراً من هذه الإنجازات الخالدة التي قام بها هؤلاء الناجحون والنابغون جاء نتيجة الإلهام الذي انبثق من أغوار اللاشعور”
نبذة عن كتاب خوارق اللاشعور
كتاب خوارق اللاشعور ظلمه عنوانه كثيراً, والعيب ليس في العنوان بحد ذاته, ولكن في بعض الكتب الأخرى التي تحمل عناوين قريبة من هذا العنوان, ولا تتجاوز الهرطقة بخصوص اللاشعور, أو العرض السطحي المكرر بخصوص وصايا النجاح, بعكس هذا الكتاب الذي يبحث, في موضوعه, على مستوى عميق جداً في نفس الإنسان, ونطاق واسع جداً على صعيد المجتمع.
يثبت هذا الكتاب نجاح العباقرة والنابغين عبر اللاشعور المنبثق من العقل الباطن _ النفس الكامنة، فهو يتناول مبدأ الحظ المنتشر بين الناس والاعتقادات المتباينة لمختلف الفئات للإيمان بالصدف والفُرص المتاحة خلال حياتهم، وسوء الحظ المرافق للفاشلين كما يعتقد الأغلب، يتطرق أيضاً إلى النظريات العلمية وعلاقتها المباشرة بالمادة والنفس، وانقسام المجتمع بشكل متكرر إلى “الإنسان المدني” و”الإنسان الفطريّ”.
ووجود الأول والثاني في جميع المجتمعات رغم التقدم الحاصل والتطورات المعاصرة لأي زمن عابر، يعرج الكتاب إلى تفسير معنى المنطق والإطار الفكري المحيط بالفرد دون أن يشعر، الخلفية الاجتماعية، الحضارية، والنفسية والتي لها تأثير غير مباشر في فكر الشخص نفسه، قام كذلك الكاتب بضرب الأمثلة والإتيان بأسماء كان لهم دور في إبراز اللاشعور أو حتى أولئك الذين كانوا ضده وانتهى بهم الأمر للفشل الذريع، “الوحي الداخلي” هو الدافع الأساسي لتحديد الوجهة المحدّدة بين النجاح والخسارة، وبالتالي التوصل لإعادة بناء وترميم مجتمع لتحقيق التطور اللازم . .
كتاب من شأنه أن تتيقن تماماً، بأن النجاح هو حالة انعزال كلي عن الواقعية والظروف المباشرة الحالية، النجاح: غيبوبة كاملة، يستيقظ منها الناجح بتثاؤب وتمطّي، ليسرد حلمه بعبقرية !
يصف الوردي كتاب خوارق اللاشعور أو أسرار الشخصية الناجحة بأنه بحث في غوامض العبقرية, والتفوق, والنجاح, وما يسمى عند العامة بـ (الحظ), وأثر الحوافز اللاشعورية فيها في ضوء النظريات العلمية.
خوارق اللاشعور اقتباسات
تقليد جزء معين من شخصية احد الناس يؤدي الى التصنع والسخافة
إن من البلاهة إذا ً أن نحاول إقناع غيرنا على رأي من الآراء بنفس البراهين التي نقنع بها أنفسنا ، يجدر بنا أن نغير وجهة إطاره الفكري أولاً و إذ ذاك نجده قد مال إلى الإصغاء إلى براهيننا بشكل يدعو إلى العجب الشديد
إن المقاييس التي نميز بها بين المستحيل والممكن من الأمور هي في الواقع مقاييس نسبية إذ هي منبعثة من التقاليد والمصطلحات والمواضعات الاجتماعية التي تعود عليها الفرد أو أوحي بها إليه في بيته أو مدرسته أو نادي
إن لكل نوع من أنواع النجاح مؤهلات خاصة . وتلعب القوى النفسية الخارقة دورًا كبيرًا في تكوين هذه المؤهلات . فمن أراد شيئًا وهو غير مستعد له نفسيًا أساء إلى نفسه و إلى أمته إساءة كبرى
“ينبغي أن نميز بين المتعلم والمثقف، فالمتعلم هو من تعلم أموراً لم تخرج عن نطاق الإطار الفكري الذي اعتاد عليه منذ صغره. فهو لم يزدد من العلم إلا مازاد في تعصبه وضيّق في مجال نظره. هو قد آمن برأي من الآراء أو مذهب من المذاهب فأخذ يسعى وراء المعلومات التي تؤيده في رأيه وتحرّضه على الكفاح في سبيله. أما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه وباستعداده لتلقي كل فكرة جديدة وللتأمل فيها ولتملي وجه الصواب منها.
“إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل. وما كان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر. فكل متنازع في الغالب يعتقد أنه المحق وخصمه المبطل، ولو نظرت إلى الأمور من الزاوية نفسها التي ينظر منها أي متنازع لوجدت شيئاَ من الحق معه قليلاً أو كثيراً.”
ملخص كتاب خوارق اللاشعور (فيديو)
مراجعة كتاب خوارق اللاشعور
لم يسعفني القدر بالالتقاء مع هذا العلامة فقد كنت في بريطانيا اثناء علاجه من المرض الذي آل به الى الوفاة هناك.عندما تقرا لعلي الوردي فانت تقرآ لشخص سبق عصره ودنياه بمراحل ولعل نظرياته تثبت حالها في وقتنا الراحل وقد كان هو اكتشفها من قبل ..
في هذا الكتاب يسير العلامة الوردي في اغوار النفس البشرية ليعطي تاكيدا الى ان كلمة الصدفة هي تفسير الجاهل للامور التي يعجز ان يجد لها تفسير والقدر مهما تاول هو نتاج فكر كامن في عبقرية اي شخص لا اريد الاطالة وانما انصح بقرآة الكتاب واشيد به
عنوان الكتاب يظلم محتواه الرائع، فهو ليس ببحث عن الغيبيات أو الظاهر الخارقة للعادة كما قد يوحي العنوان بل دراسة اجتماعية قيمة للنفس الإنسانية وعوامل الإبداع وأسرار الشخصية الناجحة وأسباب الفشل والإحباط الشخصي والمجتمعي.
أفكار الكتاب سابقة لعصره بمراحل حيث يصف بوضوح وثراء مفاهيم لم تنتشر إلا قبل فترة قصيرة عن أهمية العقل الباطن والإيحاء النفسي في تعزيز قيم ومفاهيم الإيجابية في الحياة.
بعض أفكار الكاتب قد يشوبها شيء من التطرف والحماس لتأثره بالأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في عصره وهذا شيء مفهوم وجزء مما يميز الكاتب حقيقة هو ما يعرف عنه من طرح قوي غير آبه بالمنتقدين.
ابتعد المؤلف متعمداً عن ربط المفاهيم الإيمانية بأفكار الكتاب في أغلب أجزائه وأرى أن شيء من التعمق في هذه النقطة كان سيثري مادة الكتاب.
عن المؤلف علي الوري
عالم اجتماع عراقي، ولد في بغداد في مدينة الكاظمية عام 1913م .ترك مقاعد الدراسة في عام 1924 ليعمل صانعاً عند عطار ولكنه طرد من العمل لانه كان ينشغل بقراءة الكتب والمجلات ويترك الزبائن وبعد ذلك فتح دكان صغير يديره بنفسه، وفي عام 1931 التحق بألدراسة المسائية في الصف السادس الابتدائي وكانت بداية لحياة جديدة. واكمل دراسته وأصبح معلما. كما غير زيه التقليدي عام 1932 وأصبح افندي.
وبعد اتمامه الدراسة الثانوية حصل على المرتبة الثالثة على العراق فأرسل لبعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على البكلوريوس وارسل في بعثة أخرى إلى جامعة تكساس حيث نال الماجستير عام 1948 ونال الدكتوراه عام 1950.
كتب الوردي ثمانية عشر كتابا ومئات البحوث والمقالات. خمس كتب منها قبل ثورة 14 تموز 1958 وكانت ذات أسلوب ادبي -نقدي ومضامين تنويرية جديدة وساخرة لم يألفها القاريء العراقي ولذلك واجهت افكاره واراءه الاجتماعية الجريئة انتقادات لاذعة وبخاصة كتابه ” وعاظ السلاطين” الذين يعتمدون على منطق الوعظ والإرشاد الافلاطوني منطلقا من أن الطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ وحده، وان الوعاظ انفسهم لا يتبعون النصائح التي ينادون بها وهم يعيشون على موائد المترفين، كما اكد بانه ينتقد وعاظ الدين وليس الدين نفسه.
اما الكتب التي صدرت بعد ثورة 14 تموز فقد اتسمت بطابع علمي ومثلت مشروع الوردي لوضع نظرية اجتماعية حول طبيعة المجتمع العراقي وفي مقدمتها كتابه دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ومنطق ابن خلدون ولمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الذي صدر في ثمانية اجزاء.
لقد تنبأ الوردي بانفجار الوضع مثلما تنبه إلى جذور العصبيات التي تتحكم بشخصية الفرد العراقي التي هي واقع مجتمعي تمتد جذوره إلى القيم والأعراف الاجتماعية والعصبيات الطائفية والعشائرية والحزبية التي ما زالت بقاياها كامنة في نفوسنا. وكذلك إلى الاستبداد السلطوي، الزمني والتزامني، الذي شجع وما يزال يشجع على اعادة إنتاج الرواسب الاجتماعية والثقافية التقليدية القديمة وترسيخها من جديد، كما يحدث اليوم.
توفى العلامة الدكتور علي حسين الوردي في ( 13 تموز 1995 ) بعد صراع مع مرض لسرطان ، ولم يتمكن الأطباء من معالجته لأفتقار المستشفيات العراقية آنذاك إلى الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على العراق, سافر الى الأردن ليتلقى العلاج في مدينة الحسين الطبية و ثم عاد الى العراق ليقضي نحبه فيه. و قد كتب احدهم وقتها مقالة, اتهم فيها الولايات المتحدة الأمريكية بقتل الوردي بسبب الحصار الظالم التي فرضته على العراق مما شح معه الغذاء و الدواء
وبعد احتلال العراق عام 2003 كتب الراحل الكبير العلامة الدكتور كامل مصطفى الشيبي مقالة قال فيها: أن الوردي مات مرتين, تطرق فيها الى العملية النكراء الذي قام بها جلال الدين الصغير حيث استحوذ على جامع براثا في كرخ بغداد و انشائه قاعات وابنية في المقبرة الملاصقة للجامع, وقد اكلت هذه الأبنية قبور ثلة من كبار علماء العراق, ومن ضمنهم قبر الوردي.
ملخصات كتب لـ علي الوردي
أسطورة الأدب الرفيع
يحتوي الكتاب على مناقشة فكرية جميلة بين مدرستين، الأولى معتزة بالشعر واللغة إلى درجة التزمت والتعصب، والثانية يمثلها الكاتب، تنتقد الشعر والأدب السلطاني والقواعد اللغوية المعقدة التي وضعها النجاة.
مهزلة العقل البشري
هذا الكتاب فصولاً متفرقة في أوقات شتى وذلك بعد صدور كتابه “وعّاظ السلاطين” وهذه الفصول ليست في موضوع واحد، وقد أؤلف بينها أنها كتبت تحت تأثير الضجة التي قامت حول كتابه المذكور..
وعاظ السلاطين
الكاتب يتحدث عن “وعّاظ السلاطين”، الشيوخ الذين صبغوا حكم الطواغيت بصبغة الشرعية الدينية ف أصبح الرافضون للظلم كالرافضين لأوامر السماء..
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق
يتناول هذا الجزء تاريخ العراق ما بين عامي 1876 م إلى عام 1914 أي منذ تولي السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الحكم إلى قبيل قيام الحرب العالمية الأولى. في خلال هذه الفترة والتي أمدها ثمانية وثلاثون عاما تعرض العراق لتيار الأفكار والمخترعات والنظم الأوربية الحديثة مما أدى إلى حدوث تغيرات ملحوظة في المجتمع العراقي آنذاك.