مُلخص كتاب وظيفة الأحلام،  من موقع ملخصات كتب، لمؤلفه كريس جيلبو.

مقدمة

يعيش الناس حياتهم باحثين عن أنفسهم، وقد يشغلهم هذا البحث لدرجة نسيان حياتهم وقيمة أيامهم، وقد يُرهقهم البحث عن السعادة في الوظيفة التي تؤمن لهم مستقبلهم وتُسبب لهم الأمان الحقيقي، وليس الفائز هنا من يصل سريعًا، إنما الفائز هو من استحق الوصول متغلبًا على طريقٍ لم يكن مفروشًا بالورود، يُساعد هذا الكتاب على إيجاد الأساليب والطرق التي تضمن لنا إيجاد الوظيفة المناسبة لكلٍ منّا حقًا، وتختصر علينا كثيرًا من الوقت الذي سيتكلف فهم هذه الأمور!

كيف تجد الوظيفة المناسبة؟

جميعنا بلا استثناء عندما كنا أطفالًا طُرح هذا السؤال المتعلق بالمهنة التي نسعى إليها حين نكبر، وكنا نطلق العنان لهذه الفكرة، ولكن عندما أصبحنا بالغين أدركنا مدى صعوبة أن الوصول لمهنة من تلك المهن الكبرى، ونحنُ في هذه الفترة في أمس الحاجة لمعرفة ما المهنة التي تناسبنا بالفعل، فكثيرون منا يظنون أنه نادرًا ما نجد المهنة التي نُريد، أو نتعلق بمهنتنا حتى، وإن وجدناها فعلًا فذلك يكون على حساب العائد المادي الذي لن يكون مناسبًا، ولكي نصل إلى الوظيفة التي خُلقنا من أجلها بالفعل، فنحن بحاجة إلى التخلص من هذه الأوهام، وكذلك الحصول على ذلك المزيج من الشغف والانسجام في العمل والمال الكافي المناسب، وبالطبع يصحبهم رسالة هادفة وعمل ذو معنى.

إذا بحثنا في سير أولئك الأشخاص الناجحين والذي أصبحوا رواد أعمال كِبار، نجد أغلبهم قد بدأ من الأسفل، وبحث هنا وهناك ما بين وظيفة لأخرى وكل وظيفة تكاد تختلف عن الأخرى تمامًا حتى وصل للمهنة التي شعر بنفسه فيها وكأنه صاحب أفضل وظيفة في العالم، والتي أكسبته ذلك المزيج من الراحة والحماس والمال الكافي، لذا عليك أن تُدرك قبل أي شئ أن الطريق نادرًا ما يكون مفروشًا بالورود، كما أنك بحاجة إلى أن تبدأ حقًا مُستغلًا ما بين يديك لا أن تنتظر الفرصة الكبرى التي لن تأتيك إلا عندما تتحرك أنت، فحتمًا بعد الوصول ستُدرك أن الأمر كان يستحق العناء بالفعل.

معادلة النجاح والسعادة

حدد الكاتب معادلة خاصة بالنجاح والسعادة والتي تساوي

معادلة النجاح = الاستمتاع والشغف +  المال + الانسجام وانسيابية الأداء

وسنتحدث عن كل عنصر من عناصر هذه المعادلة بوضوح

العنصر الاول الاستمتاع والشغف

فالاستمتاع يتلخص في العبارة التي يعرفها الكل ولكن ينسى تطبيقها وهي “حب ماتعمل حتى تعمل ما تحب” والنصيحة الهامة هنا هي أنك ستجد السعادة وأنت تؤدي عملك بإيجاد الطريقة التي تجعلك تستمتع به وتمضي بها وقتك، بالإضافة إلى التسليم بأنه لن تكون كل لحظة رائعة ومثالية، وكأي شيء في الحياة، يوجد بعض الرتابة والملل إذ لن تستطيع فعل ما تحب طيلة الوقت.

العنصر الثاني المال

لا يعني أن تجد الوظيفة التي تحب أن تتغاضى عن عنصر المال، وهذا أمر طبيعي فأنت مُطالب بأن تُكسبك هذه الوظيفة مالًا يكفي يومك وأكثر، وخاصةً إذ كان لديك عائلة فأنت بحاجة إلى إعالتها بالإضافة إلى توفير حد مناسب من الرفاهية لها.

العنصر الثالث  الانسجام وانسيابية الأداء

أما العنصر الذي لا يقل أهمية عن سابقيه فهو انسيابية الأداء والاستمتاع بإبداعك، ويعني حصولك على ذلك العمل الذي تغرق فيه دون أن تشعر بمرور الوقت، وأن تؤدي مهمتك وتحبها لدرجة أنك مستعد لأدائها بدون مقابل مادي وبكل سرور، إذ تستمتع باستغلالك لمهاراتك والانغماس في ما تُجيده بالفعل

عوامل للحكم على العمل المناسب

تُوجد بعض العوامل الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار للنظر لأوضاع العمل المناسبة بالنسبة إليك وهي

1. مرونة ساعات العمل

فالعمل هو جزء من حياتك وليس حياتك كلها، يجب أن تمتلك قدرًا من الوقت تخصصه لنفسك.

2. المحاسبة والمساءلة

فجميعنا تقريبًا يخضع لتقييم الأداء من رؤسائنا في العمل، ويجب أن يكون هناك على الأقل جزء من هذا العمل مُرضي ويستحق الإشادة، لأنه إذا كان كل تعليق سلبيًا فلن يكون الوضع مناسبًا على الإطلاق.

3. البيئة الاجتماعية التي تحيطك

كزملائك في العمل الذين تتبادل معهم الاحترام.

4. حس المشاركة والعطاء

الذي يجعلك تشعر أن عملك له هدف أسمى وأنفع.

5. حس التعاون

6. المخرجات الفعلية أو المعايير

فأنت بحاجة إلى قياس معايير أدائك للعمل باستمرار وإنتاجيتك كذلك ومتابعتها دومًا.

7. الأمان الذي ينتج عن اطمئنانك

كون هذا العمل يحقق لك استقرارًا ماديًا ملحوظًا، والعنصر الأخير هو الفوائد غير الملموسة، وتعني ما يعود عليك بالنفع بشكل غير مباشر كملاحظتك لتعلمك الكثير من الأشياء وتطور مهاراتك خلال هذا العمل.

نتحول هنا إلى ما يتعلق بالفرد نفسه للعثور على عمل مناسب، وهو تطوير المهارات المناسبة والذي يعد عاملًا قويًا للغاية في تحسين ظروف العمل وعوائده، وتوجد بعض النصائح أولها تطوير مهارات الكتابة، وكذلك تعلم مهارة التفاوض والتي تُعد غاية الأهمية في أي مجال وأي ظروف خاصة بالعمل للتوصل إلى أفضل صفقة وفرصة ممكنة، وأيضًا تطوير القدرة على المتابعة والتخطيط الجيد، ومهارة التأقلم مع التكنولوجيا المفيدة وتعلم ما يمكن أن يفيدك فيها

أمّن لنفسك دخلًا إضافيًا

ونستطيع بذلك الانتقال إلى النصيحة الأكثر أهمية وهي أن تؤمن لنفسك دخلًا إضافيًا خاصةً إذا كنت تود أن يكون لك مشروعك الخاص، وينصح الكاتب هنا بضرورة النظر للتجارة باعتبارها أكثر ما يمكن توجيهك نحو مشروع خاص بك.

توجد أربعة أنواع رئيسية من الدخل الإضافي

1. البيع

يعني ذلك أن تنظر للأشياء التي تلقى إقبالًا من الآخرين وتراقب الكيفية التي ينفق بها من حولك نقودهم حتى تستطيع إيجاد ما يمكن التجارة به ليعود عليك بالربح.

2. تقديم الخدمات الاستشارية

كثير من الناس قد تعلموا إتقان مهارة محددة وامتلاك المعلومات اللازمة فيها ثم كسبوا المال من خلال تقديم تلك الخبرات للآخرين.

3. العمل كوسيط

النوع الثالث هو مجال الوساطة بمعنى أن تستغل حكم معارفك ومجتمعك في أن تعمل كوسيط وبائع نيابة عن شخص آخر.

4. اقتصاد المشاركة

يعني استغلالك لبعض ما تملكه من أشياء يمكن تأجيرها مقابل عائد مادي

في هذه الفترة، انتشرت قصص فقدان الناس لوظائفهم، وكذلك عدم تقدير أصحاب العمل لموظفيهم المجتهدين من حيث العوائد المادية أو حتى التقدير المعنوي، لذا يجب أن تأخذ هذا كمحفز لك لأن تنمّي مهاراتك بشكل دائم، كما عليك أن تدرك أن الأمان الوظيفي لا يكمن فقط في أن تكون صاحب مشروعك الخاص، ولكنه يكمن كذلك في أن تجعلك مهاراتك الأفضل في عملك بحيث لا يمكن لصاحب العمل الاستغناء عنك.

أسلوب التبديل بين مهام العمل

إننا كبشر لا يمكن لعقلنا أداء أكثر من مهمة في آن واحد، فهذا أقرب إلى الوهم رغم محاولتنا فعل ذلك، ولكن يمكننا استخدام أسلوب التبديل بين مهام العمل، ويعني هذا الإبحار في عديد من المشروعات بالتركيز على شئ ما لفترة زمنية معينة، ثم الانتقال إلى شئ آخر وهكذا، وذلك يكون بتنظيم زمني لمهامك كتخصيص وقت في اليوم لكل مشروع أو مهمة، أو حتى أيام معينة لمشروع والأيام الأخرى للآخر.

يساعد أسلوب التبديل بين مهام العمل على القضاء على رتابة الوظيفة الواحدة خاصةً إذا كان ذلك المشروع الآخر هو ما تميل إليه رغباتك، ويوصف ذلك الشخص القادر على أسلوب التبديل بمتعدد الإمكانات.

يقترح الباحثون البحث عن نموذج عمل يتناسب مع حياة متعددي الإمكانيات،

اولا نموذج التحكم في جميع مهام العمل تحت مظلة واحدة

بمعنى أن تعمل على العديد من الاهتمامات ولكن في الوقت نفسه تنظمها في إطار فكرة رئيسة واحدة.

ثانيا العمل في اهتمامات مختلفة

ويوجد كذلك نموذج مهمتان أو أكثر تفصل بينهما حدود واضحة، وتعني العمل في اهتمامات مختلفة عن بعضها وتكون فائدة هذا النموذج نفسية أكثر منها تطور لمهارات التركيز في وظيفة واحدة.

ثالثا الوظيفة التي تدعم اهتماماتك الحقيقية

بمعنى أن تستخدم أسلوب التبديل فقط لأنك تميل إلى تلك الوظيفة الأخرى وتحبها.

رابعا الإيمان بوجود الوقت المناسب لكل شئ

ويخص ذلك النموذج أولئك الأشخاص الذي يركزون كل اهتمامهم على مهمة واحدة ولكن بشكل مؤقت، كوظيفة بدوام جزئي في فترة الصيف فقط ثم العودة للوظيفة الأساسية وهكذا، ويُطلق على أولك الأشخاص لقب “المحترفين المتسلسلين“.