حلول الاستثمار تعلم إدارة أموالك و حماية مستقبلك المالي المؤلف دانيال سي. جولدي
مقدمة الكتاب
في هذا الزمن أصبحت حاجتنا للإستثمار بحكمة أكثر إلحاحا من ذي قبل. وقد يخبرنا بعض الذين يظهرون في وسائل الإعلام، أنه يمكننا التغلب على السوق إن اشتركنا في خطط التمويل المشترك أو الأسهم التي ينصحون بشرائها. إنهم يريدوننا أن نصدق بأنه بمقدرتنا تحقيق الثراء بسرعة إن اتبعنا توصياتهم التجارية. نتيجة لهذا، قد نضيع وقتا طويل في البحث عن أحدث الدوريات المالية ودراسة تقارير أبحاث شركات المضاربة أو مشاهدة أخبار الإقتصاد على أمل العثور على أسهم جيدة للشراء. ولهذا، ينتهي المطاف بأغلبنا على الإقدام في مخاطرات غير ضرورية، مع عدم تنويع محافظنا المالية بشكل صحيح، مما ينتج عنه نتائج استثمارية سيئة مع عائد ضئيل للغاية لذلك حرصنا في هذا الكتاب على تقديم نصائح بسيطة ولكنها بالغة الأهمية، وستكون بمثابة الخطوة الأولى لك في اتخاذ قرارات إستثمارية ناجحة ومربحة
استمع لهذا الملخص عبر هذا الفيديو
افعلها بنفسك
في إحدى الدراسات التي أجرتها مؤسسة دالبار على فترة عشرون عاما انتهت في عام 2009: جنى مستثمري الأسهم العادية نسبة سنوية قدرها 3.2% في مقابل نسبة 8.2% من مؤشر إس آند بي 500.
– جنى مستثمرى السندات المالية العادية نسبة سنوية قدرها 1% في مقابل نسبة 7% من مؤشر باركليز أمريكا للسندات التراكمية.
من المحزن أن نرى مستثمري الأسهم العادية تمكنوا بالكاد من تخطي التضخم، وأن مستثمري السندات المالية العادية تمكنوا بالكاد من زيادة ثرواتهم. كيف يمكن ان يحدث هذا الأمر؟ الإجابة على هذا السؤال هو أننا نميل إلى شراء الأسهم والسندات بعد ارتفاع أسعارها، ونفعل هذا لأننا نشعر بالراحة والثقة عندما ترتفع الأسعار في الأسواق.
وبالمثل، عندما تنخفض الأسعار في الأسواق، ينتابنا الخوف ونبدأ بالبيع، وينتج عن هذا السلوك أن نشتري بأسعار السوق المرتفعة ونبيع بأسعار السوق المنخفضة، وهو ما يجعلنا نفشل في الحصول على أي عائدات مجزية من أسواق المال.
وهناك بعض السلوكيات التي تضرنا كمستثمرين، مثل:
- الثقة المفرطة
- الانجذاب للأسعار المرتفعة: فعندما ترتفع اسعار السلع الإستهلاكية يميل الناس إلى أمرين، البحث عن سلعة استهلاكية بديلة، او الامتناع عن استخدامها. ولكن في الأستثمار، يبدو أن الناس يفعلون العكس من ذلك.
- عقلية القطيع: فببساطة يميل الناس إلى الشراء عندما يرون الآخرين يقومون بالشراء.
- الخوف من الندم
- التأثر بالفخاخ الجذابة: ونقصد هنا التأثر بالمؤثرين في حين يشيرون إلى الاستثمار في سهم معين.
إننا نعتقد أنه من المهم وجود شخص يدبر لنا أمورنا المالية، لا سيما فى سوق سريع التذبذب دائما. وإن كنت تتفق معنا فى هذه النقطة، فقد تتسائل عن أي أنواع المستشارين الماليين ستختار: المضارب بالتجزئة أم آلمستشار المستقل الذي يتقاضى أجرا ثابتا.
المضاربون بالتجزئة
هم وكلاء يعملون مقابل عمولات يحصلون عليها من الشركات التى يعملون بها، أو من أي طرف آخر مقابل بيع المنتجات الاستثمارية لك. وقد يطلقون على أنفسهم الناصحين الماليين أو المستشارين الماليين. بغض النظر عن الألقاب التي ينسبونها إلى أنفسهم يجب أن لا تخلط بينهم وبين المستشارين المستقلين الذين يعملون بأجر ثابت.
المستشارين المستقلين
هم على النقيض من المضاربين، حيث يكون عملهم خالي من تضارب المصالح والقيود التي يواجهها المضاربون من قبل شركات وول ستريت. ويأخذ المستشار المستقل أجره كنسبة من قدر المال الذي يديره من أجلك، ويستخدم المستشار المستقل طرفا ثالثا كوصي، ليكون الحامي الأمين لأستثماراتك، حيث تكون الشركة مسئولة عن التأكيد على أن تكون أموالك في حسابات مستقلة باسمك مع جعل سلطة المستشار محصورة على إدارة الحساب فقط.
كيفية اختيار المستشار المستقل ذي الأجر الثابت؟
من المهم جدا اختيار مستشار مستقل مناسب، لذلك هناك عدة عوامل يجب اخذها في عين الإعتبار، مثل:
- فلسفته الإستثمارية: وستكتشف عند قراءة هذا الكتاب الفلسفة التي تراها مناسبة لك.
- الصلة الشخصية والثقة
- المؤهلات المهنية والدراسية
- الخبرة
توزيع الأصول
يجب عليك أن تكون مدركا لحجم مخاطر الإستثمار الذي ستواجهه، وذلك من أجل اتخاذ قرارات حكيمة بشأن كمية الأصول التي تنوي استثمارها في الأسواق المالية، وبشكل عام هناك نوعان رئيسيان من الإستثمارات، وهي:
- الأوراق المالية (الأسهم): وهي عبارة عن أسهم ملكية الشركات، وإن كانت الشركات تبلي بلاء حسنا في السوق، فسترتفع اسعار الأسهم التي تمتلكها، وبالتالي ستحقق الأرباح، وقد تدفع الشركة ارباحا سنوية على كمية الأسهم التي تمتلكها.
- السندات: وهي عبارة عن قرض لأحدى الشركات الكبيرة او الحكومة. وتعتبر السندات التزاما تعاقديا يتضمن فائدة تدفع في صورة دفعات من قبل المقرض، ثم إعادة إجمالي المبلغ الذي استثمرته في الوقت المحدد.
ولقد حدد علماء الاقتصاد بعض أنواع مخاطر الاستثمار، على غرار:
- مخاطر الرصيد: مخاطر أن تنخفض قيمة الأسهم التي تمتلكها، فتكون قد خسرت أموالك كمالك للأسهم.
- مخاطر التضخم: قد تصبح عائدات محفظتك الاستثمارية الفعلية (بعد خصم التضخم) أقل من عائداتها الأسمية (قبل خصم التضخم).
- مخاطر استرداد الدين: للسندات طويلة الأجل، قد تكون هناك احتمالية عدم استرداد الدين.
- مخاطر السوق:قد تنخفض أسعار السوق، فتنخفض اسعار أسهمك.
الصلة بين المخاطرة و العائد
نود أن نؤكد بأنه لا توجد هناك استثمارات ذات مخاطر منخفضة مع عائدات عالية متوقعة. وتنطوي أسهم الشركات الصغيرة على مخاطرة أكبر من أسهم الشركات الكبيرة، وبالتالي تقدم عائدات أكبر.
شركات القيمة مقابل الشركات النامية:
ونقصد بشركات القيمة، الشركات التي يتوقع حاملينها بأنه يتم تداولها بسعر أقل من قيمتها الحقيقة. وقد لاحظنا بأن شركات القيمة سيئة الحظ، وقد لا تزداد عائداتها المتوقعة في المستقبل. على النقيض من الشركات النامية، والتي تنمو بسرعة كبيرة، مع تحقيقها لأرباح مرتفعة.
قرار توزيع الأصول
من المهم جدا توزيع أصول محفظتك الإستثمارية، وهناك أنواع مختلفة من الأصول،
- أسهم الشركات الكبيرة.
- أسهم الشركات الصغيرة.
- أسهم شركات القيمة.
- أسهم شركات العقارات.
- السندات المحلية قصيرة الأمد.
- السندات الحكومية قصيرة الأمد.
إن أهم قرار استثماري ستتخذه على الإطلاق، هو قدرتك على اختيار أنواع مميزة من الأصول. وننصحك بالاستثمار في الأسهم ذات المخاطر المرتفعة/ العائدات المرتفعة. مع الإستثمار قليلا في السندات ذات المخاطر القليلة/ العائدات القليلة، لكي توازن محفظتك الاستثمارية من تقلبات سوق الأسهم الخطيرة.
قرار التنويع
بعد أن تقرر نوعية الأصول التي ستستمر فيها، من الأسهم والسندات المناسبة لك. سيكون الآن وقت التركيز على فئة الأصول التي ستدرجها في محفظتك الاستثمارية.
بالرغم من فهم العديد من الناس فكرة “عدم وضع جميع البيض فى سلة واحدة”، فأن أغلبهم لا يستوعب مفهوم التنويع بشكل فعال. ولكي نوضح الأمر، سنعرض موقفا لأحد مستثمري الأسهم في فقاعة التكنولوجيا في آواخر التسعينات. اشترى أحد المديرين التنفيذيين لإحدى شركات التكنولوجيا، عشر شركات تكنولوجيا أخرى، معتقدا بأنه بهذا الأسلوب سينوع محفظته الاستثمارية. ولكن، ولسوء الحظ، عندما انخفضت أسعار شركات التكنولوجيا بشكل جماعي (ولأنها تتشارك في الكثير من عوامل المخاطرة) قد دمرت ثروته وبشكل كامل.
إن التنويع الحقيقي هو عندما يتم تنويع محفظتك الاستثمارية في عدة فئات من الشركات، وليس مجموعة شركات من نفس الفئة.
وإننا ننصحك بتنويع محفظتك الإستثمارية، ووضعها في أصول محلية وعالمية،
- الأسهم المحلية
- الأسهم الخارجية
- السندات المحلية
- السندات الخارجية
حيث تكون الأسهم عادة ذات عوائد مرتفعة، ولكن في المقابل هي ذات مخاطر مرتفعة، لذلك يجب التنويع بين الأسهم والسندات، حيث تكون السندات ذات عوائد أقل ولكنها في المقابل أكثر استقرارا من الأسهم. وبهذا التنويع ستكون محفظتك الاستثمارية أكثر استقرارا وامانا.
الاستثمار النشط مقابل الاستثمار الساكن
الاستثمار النشط
يحاول بعض المستثمرين التغلب على السوق عبر استخدام أساليب متنوعة على غرار اختيار سعر السهم المناسب في التوقيت المناسب. ويعتقد المستثمرون النشطون بأنه يمكنهم التغلب على السوق عبر استخدام ادوات التحليل الفني او غيرها من الأدوات. ولذلك نرى وبناء على فرضية كفاءة السوق بأنه لا يوجد مستثمر قادر على التغلب على السوق بشكل دائم وعلى فترات طويلة الا بمحض المصادفة.
الإستثمار الساكن
هناك أسلوب آخر للأستثمار وهو الإستثمار الساكن. يعتمد هذا النوع من الإستثمار على الاعتقاد بأن الأسواق فعالة ومن الصعب للغاية التغلب عليها، خاصة بعد حساب التكاليف. ويكون الإستثمار الساكن عبر الإستثمار في مجموعة واسعة من الأسهم بغض النظر عن اسعار وتوقيت الأسهم. ويرى البروفيسور “ويليام شارب” الحاصل على جائزة نوبل أن المستثمرين النشطين دائما ما يجنون أرباح أقل من المستثمرين الساكنين، والسبب في ذلك هو أن المستثمرين النشطين يدفعون تكاليف أكثر من
المستثمرين الساكنين مما يجعلهم يجنون عائدات أقل، ومن هذه التكاليف:
- مصروفات الإدارة العليا:ولأن المستثمرين النشطين يعتقدون بأنه يمكنهم التغلب على السوق، تجدهم يدفعون تكاليف باهظة للمحللين الفنيين او علماء الإقتصاد.
- مصروفات العمولات:ولأنهم يتعاملون مع الأسهم بعدوانية أكبر، تجدهم يدفعون ضرائب او عمولات مقابل شرائهم في كل مرة يقومون فيها بشراء او بيع الأسهم.
إعادة التوازن
مع استخدامك للإستثمار الساكن، ستمر بأوقات قد تحتاج فيها إلى إجراء تعديلات على محفظتك الاستثمارية، لكي تحافظ على توازنها. على سبيل المثال، إذا كان سوق الأسهم يمر بفترة يحقق فيها عائدات كبيرة، فيمكنك حينها زيادة الاستثمار في الأسهم او سحب الأسهم من محفظتك الاستثمارية ويعتمد هذا على مدى رغبتك في تحمل المخاطر. وتذكر بأنه كما قلنا في السابق، كلما زادت نسبة الأرباح زادت نسبة المخاطر، والعكس صحيح.
أساليب إعادة التوازن
هناك عدة أساليب لإعادة التوازن، ومعظم المستشارين يفضلون أن يعيدوا التوازن في وقت محدد من كل ربع في السنة، والبعض الآخر يفضل أن يقوم بإعادة التوازن حين يلاحظ أن هناك انحراف كبير عن النمط السائد للمحفظة الاستثمارية.
فوائد إعادة التوازن
إن قرار إعادة التوازن يتيح لك التحكم في مستوى المخاطرة التى ترغب باتخاذها، وكذلك يساعدك في الحفاظ على توزيع أصولك بما يتفق مع أهدافك الاستثمارية.
مقارنة بماذا؟ (خاص بالسوق الأمريكي)
ولكي تراقب أداء محفظتك الاستثمارية، قد تحتاج إلى بعض المعايير القياسية التي تقارن بها أداء استثمارك. ومن الأمثلة على هذه المعايير مؤشر إس آند بي 500، وهو مؤشر يحتوي على ما يقارب 70% من إجمالي رأس المال السوقي لسوق الأوراق المالية الأمريكية. ويمثل هذا المؤشر فئة واحدة من الأصول، وهي أسهم الشركات المحلية الكبيرة. لذلك، من الأفضل أن تقارن اداء محفظتك الاستثمارية بمؤشر إس آند بي 500
إذا كانت محفظتك الإستثمارية تحتوي على أسهم الشركات المحلية الكبيرة دون غيرها. وإن كانت محفظتك الإستثمارية تحتوي على سندات مثلا، فمن المهم أن تجد معيار قياسي خاص بالسندات لكي تقارن به اداء محفظتك.
ماذا عن البدائل؟
سمعنا جميعا عن بعض الأنواع الأخرى من الإستثمارات، والتي من الصعب معرفة جدوى الاستثمار فيها، ومن هذه الأنواع:
المحافظ الوقائية (صناديق التحوط)
وهي عبارة عن صناديق استثمار تستخدم سياسات وأدوات استثمارية متطورة لجني عوائد تفوق متوسط عوائد السوق، وقد يوحي الإسم بأنها تهدف إلى تقليل المخاطر بينما في الحقيقة هي تهدف إلى زيادة الربح حيث يصل إلى أكبر نسبة ممكنة. ولقد نشرت إحدى الصحف تقريرا عن فتح 784 محفظة جديدة في عام 2009، مع إغلاق 1023 محفظة قديمة. المثير للدهشة أن متوسط عمر المحفظة الوقائية يبلغ فقط 31 شهرا فقط!، وتستمر 15% من هذه المحافظ لفترة تزيد على 6 سنوات، 60% منها تختفي في غضون ثلاث سنوات.
صناديق الأسهم الخاصة
تستثمر صناديق الأسهم الخاصة في الشركات النامية والصغيرة، التي تخص مالكا واحدا (التي لم يتم إدراجها في سوق الأوراق المالية). وهدف صناديق الأسهم الخاصة من شراء أسهم هذه الشركات هو ان تكبر الشركة وترتفع قيمة الأسهم، حيث يتم بيع أسهمها بسعر أكبر.
السلع
تشمل السلع الموارد الطبيعية مثل المنتجات الزراعية، او المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة، او الطاقة مثل البترول والغاز. يمكنك الاستثمار في السلع بطرق شتى، كعبر صناديق الاستثمار او الملكية المباشرة (والتي قد تكون صعبة بسبب صعوبة التخزين). وعند استثمارك فى السلع، يجب عليك الحذر، لأنها على النقيض من الأصول التقليدية، فهي لا تدر عليك أرباحا دورية. حيث تعتمد قيمتها فقط على سعرها المستقبلي، والذي قد يرتفع او يهبط.