كتاب التفكير النقدي تآليف ريتشارد بول _ ليندا إيلدر
تلخيص دنيا فتح الله
استهل الكتاب قبل خطة الأيام بمقولة مفادها أن جودة حياتك تتحدد من خلال جودة تفكيرك، أي عند تحسين طريقة تفكيرك فأنت تحسن حياتك ونمط عيشك من خلال وضع قائمة. بمعنى أن للتفكير النقدي أهمية ومميزات وخصائص تدخل للعقل البشري، فبداية بتعريف للتفكير النقدي الذي ينقسم إلى شقين الشق الأول التفكير فمن الطبيعي أنه كل فرد منا يفكر، تبقى المشكلة في طبيعة ذلك التفكير أيضا هو بمثابة مفتاح للمشاعر والرغبات. جاء الكاتبان هنا بفكرة أن للتفكير 8 عوامل أساسية هي هياكل تمثل من خلال توليد الأهداف واستخدام الأفكار للتفسير، وغيرها من عوامل بهدف حل مشكلة أو التفكير فيه إلى جانب تعلم تطوير تلك العوامل أو السمات الفكرية. أما ذلك الشق الثاني فله علاقة بالطبع بالتفكير لأنه هو تفكير بطريقة ناقدة ويجدر بالذكر تدخل العقل البشري أي محاولة العيش بطريقة منطقية وعقلانية مع الاعتناق الفكري.
الكتاب الذي نحن بصدد تحليله والمعنون بالتفكير النقدي هو كتاب لكل من عالمة النفس ليندا إيلدر والكاتب ريتشارد بول. جاء المؤلفين بتعريف لهذا التفكير مرفقا بخطة أو استراتيجية يمكن ممارستها لمدة 30 يوم وذلك من خلال إنشاء مجموعة من القواعد، بحيث وُضع لكل يوم عنوان حيث استعرض من خلاله طريقة لتطوير التفكير النقدي وكذا تنميته وذلك ابتغاء ورغبة في تحسين طريقة التفكير في جميع جوانب الحياة.
من هنا نجد مفكر نقدي جيد أي يتميز في فهمه على المنطق في فهم الشيء بالاعتماد على مقاييس فكرية التي تتضمن الوضوح الإحكام قوة الصلة بالموضوع الدقة وكذا العمق السعة والمنطق إلى جانب العدل وهذا ما يجب تطبيقه على تلك العوامل السابقة. فمن خلال الشجاعة التواضع الاستقلال الكمال المثابرة الثقة في الجانب الفكري طبعا فهو يؤدي بنا إلى الى تطوير الفكر والفضائل الفكرية في مقابل العكس.
رجوعا إلى خطة الأيام والتي كما ذكرت آنفا أن لكل يوم عنوان أو بالأحرى حكمة بداية من:
اليوم الأول “اكتشف جهلك
نقف هنا على التواضع الفكري واجتناب الغرور الفكري من خلال أدلة والاعتراف. بحيث نجد أننا نقف على تلك الفضائل الفكرية لذلك لا تكن رغبتك التميز دائما وتعتقد أنك على صواب فالتفكير بطريقة نقدية يضمن لك استخدام أفضل ما يمكنك من تفكير تحت أي ظرف، فقلة قلية منا تدرك ما تجهله. فيجب إذا أول يوم أن تكتشف أنك تجهل كثير من الامور لهذا يجب ان تتواضع فكريا وتتغلب على جهلك في المقابل.
اليوم الثاني” جاهد لتكون شخصا متكاملا
كن على حذر من نفاقك الشخصي”، فالنفاق هو عندما تصل إلى الأنانية وتتجرد من الأمانة بعبارة أخرى فهو بمثابة عدم اهتمام العقل بالأمانة وبتدخل للأنانية بحيث اعتُبرت هذه الأخيرة فطرة فهنا نجد مباشرة منفاقا بالفطرة أي أمر مشترك عند الجميع مادام فطرة. ولكن الحل هو أن تقلل ذلك النفاق من خلال استهداف نفاقك، وازن تصرفاتك مع أقولك غير نفسك بنفسك من خلال إعادة النظر والتفكير بطريقة ناقدة. أي في هذا اليوم كن على حذر من نفاقك الشخصي واحرص على اهتمام عقلك بالأمانة.
اليوم الثالث” تعاطف مع الآخرين
كن متعاطفا ورحيم، هنا نقصد التعاطف من الناحية الفكرية وذلك عن طريق التفكير في وجهات نظر الآخر. فأن تجد من يفكر بطريقة مختلفة فهو يمكن أن يعلم حقائق تجهلها ضع نفسك مكان الآخر وبذلك في هذا اليوم عليك أن تكون متعاطفا فكريا من خلال التفكير في وجهات نظر الآخرين أي ستكون متعاطفا مع من تختلف معهم فكريا وتكون متقبلا لهم وتطور نفسك من خلال ما قدم الكاتبين من استراتيجيات تجعلك متعاطفا ولا تستهزئ، قف على تواضعك الفكري لتكون ناجحا في وصولك لمفكر نقدي ولا تحول السيطرة على الآخر.
اليوم الرابع” استهدف مقاصدك بشكل معتمد
جاء في الكتاب المقاصد البشرية تتحكم في التفكير فالمقاصد في كلمات أخرى تتمثل في أهداف وغايات. أي في هذا اليوم قم بفحص والتأكد من مقاصدك من خلال طرح أسئلة. وتكون قادر على تقييم مقاصد الآخر. وقم بتدوين كل تغيير وأي هدف تسعى له بالأخير اليوم سوف تتاكد هل هناك تضاد بين أهدافك المعلنة واهدافك غير المعلنة أو الشخصية من خلال تفكير نقدي عبر أن تعلم ما عليك فعلم لمقاصدك.
اليوم الخامس” لا تمتثل للأعراف والتقاليد: فكر بنفسك”
وذلك من خلال أن تصبح مفكرا مستقلا لا تكن خاضعا للامتثال للتقاليد ولا تتبع الجماعات الكتاب دائما يعطي الحل ويحاول إقناعك في هذ اليوم في نهايته يجب التخلص من الانضمام إلى المجموعات والاستقلال وأن كل مستقل يفضل أن يكون وحده فلا تمتثل للأعراف ولا للتقاليد لأن ليس العامة هم الأفضل في العادة.
اليوم السادس” وضح تفكيرك”، أو حدد فكرتك الرئيسية
لكي تصبح بالمفكر الجيد عليك تعلم فن تصفية الأفكار، عندما تحاول تطبيق فكرة توضيح الأفكار فتعتبر سهلة وصعبة. وبالتالي عليك أن تعطي لتفكيرك معنى واضحا ومحدد تحت عبارة وضح تفكيرك.
اليوم السابع ” كن وثيق الصلة بالموضوع: التزم بالموضوع”
في هذا اليوم عليك أن تلتزم بالموضوع الذي سوف تقوم بطرحه، لأن التفكير الوثيق بالصلة ينتبه لكل شيء يرتبط بالموضوع. عندما تنحرف عن الموضوع اكشف السبب مع طرح أسئلة للتأكد من صلة الموضوع كما جاء بها الكاتبين حتى تكون في طريقك نحو تفكير نقدي ناجح لذلك عليك إعادة التفكير دائما.
اليوم الثامن” كن منطقيا”،
في هذا اليوم أضف إلى خطتك التحلي بميزة المنطق والعقلانية وستلاحظ كيف يخفون أخطائهم. فالمنطق ليس بفطرة بل فهو تطور ودعم للعقل، بالإضافة إلى الاستراتيجيات المقدمة تجعلك أكثر عقلانية.
اليوم التاسع” اسأل أسئلة عميقة”،
طريقة تفكيرك ونوعيتها تتحدد من خلال الأسئلة فعليك إذا تتبع الاستراتيجية المقدمة لصياغة أسئلة أكثر قوة فاسأل نفسك أسئلة عميقة حتى تحصل على تفكير عميق والتميز بين الأسئلة.
اليوم العاشر” التمييز بين أسئلة الحقيقة والخيار والحكم”،
في هذا اليوم عليك التمييز بين هذه الأسئلة التي هي مختلفة الأنظمة والنوع وكذا النتائج. فعليك تعلم كيفية استخدام كل نوع لإضفاء صفة ذاتية عبر الخطة المقدمة.
اليوم الحادي عشر” فكر من خلال الآثار الضمنية”،
في هذا اليوم عليك أن تفكر في الآثار التي قد تنجم وتكون نتيجة ما تفعل، فإذا تجاهلت النتائج الضمنية التي تحرك تفكيرك فلن تكون مفكرا ناقدا. لكن الكتاب يساعدك لكي تصبح مفكرا بطريقة ناقدة من خلال تقديم استراتيجية لبناء التفكير من خلال الآثار الناجمة وما يجب طرحه من أسئلة.
اليوم الثاني عشر” ميز الاستدلالات من الافتراضات”
عليك التمييز لأن الناس عادة يخلطون بين الاستدلال والافتراض اللذان هما جزأين من التفكير، فالكتاب قدم أمثلة موضحة الفرق وبيّن استراتيجيات التحكم في استدلالاتك وافتراضاتك وستكون في هذا اليوم قادرا على التمييز والتفريق.
اليوم الثالث عشر” لا تنخدع بالعبارات التي يستخدمها الناس
انظر إلى ما وراء العبارات وإلى الواقع غير المعلن”، في هذا اليوم عليك النظر إلى ما وراء العبارات وإلى الواقع غير المعلن بطريقة أخرى عليك عدم الانخداع بالكلمات التي تعبر عن الواقع، عليك باقتناء الكلمات التي تختارها. بالإضافة أن الكتاب قدم استراتيجيات تساعد المفكر للمزيد من الحرص عند اختيار الكلمات.
اليوم الرابع عشر” إذا اعتقدت أنك أصبحت مفكرا ناقدا فلتفكر مرة ثانية”
عليك متابعة تطورك كمفكر ناقد عبر الاستراتيجيات المقدمة، فالتفكير الناقد يتطلب منك ممارسة يقظة والتزاما شديدا لأنه ليس بأمر سهل. فانتبه الكل يرى أنه مفكرا ناقد.
اليوم الخامس عشر” كن منصفا ولا تكن أنانيا”
في طريقك إلى تحسين طريقة تفكيرك عليك أن تكون منصفا لا أنانيا والتحلي بالمنطق والنزاهة والعدلة في تفكيرك إلى جانب الإنصاف، في الأيام السابقة تطرقنا إلى الأنانية باعتبارها أمر فطري، لكن عليك تجاوز ذلك لأنه لكي تتطور كشخص عادل ومفكر.
اليوم السادس عشر” تحكم في انفعالاتك”
اليوم عليك تتبع الاستراتيجية المقدمة للسيطرة على حياتك الانفعالية. فالمشاعر الانفعالات تعتبر جزءا أساسيا في البنية ينبغي عليك التحكم فيه، وانظر بحرص إلى ما يسبب هذه الانفعالات وتحكم في هذا اليوم في انفعالاتك وتجاوزها.
اليوم السابع عشر” تحكم في رغباتك
عندما تريد أن تسيطر على حياتك فعليك أن تسيطر على رغباتك، وما يتوجب عليك في هذا اليوم أن تتحكم في رغباتك فكل سلوك تقوم به يقوده غرض أو رغبة وهي تلعب دورا فيما يتعلق بالأفكار والمشاعر. لذا سيطر على رغباتك من خلال الاستراتيجية المقدمة مع التفكير في الآثار الناجمة.
اليوم الثامن عشر” لا تسيطر على الآخرين ولا تكن زعيما
عليك ألا تسعى إلى السيطرة والزعامة على الآخرين وتعتقد أنك إذا لم تكن في القمة الناس سوف يطئونك بأقدامهم هذا يعتبر غير أخلاقي ليس من سمات المفكر النقدي. فيتوجب عليك إذا أن تصبح أقل استبدادا.
اليوم التاسع عشر” لا تكن منقادا ولا من المهضوم حقهم
لا تكن ممن يهيمن على الآخرين ولا من الممتثلين أو المخدوعين ذاتيا أو سلوكيا والمسيطرين عليهم اللذين تهضم حقوقهم وتكون مستاء، فعليك في هذا اليوم تتبع استراتيجيات لتجنب الخضوع الغير منطقي للآخر ولا تكن منقادا.
اليوم العشرون” لا تكن ممن يحدث لهم غسيل دماغي من وسائل الإعلام الإخبارية”
تجنب أن يحدث لك هذا التأثير وتتبع الاستراتيجيات المقدمة في وسائل الإعلام الإخبارية، عن طريق إعادة تفسير الأحداث من وجهات نظر متعددة منطقية وعقلية صحح الأخبار التي تعكس التحيز.
اليوم الحادي والعشرون” حدد بعناية الأفكار التي تأخذها من التلفاز والإعلانات والأفلام والإنترنت
عليك أن تكون حذرا من هذا الأمر رغم أن الإعلاميين يجب أن يتحلوا بالموضوعية. هناك من يبحث عن التحريض فكن شديد الحذر في اختيار الأفكار المأخوذة والتزم بالاستراتيجية المقدمة لانتقاد العروض وكل مصادر الإنترنت إلى جانب الأفلام فهم يحاولون التأثير. فلا تكن ممن يحدث لهم غسيل دماغ كن مفكرا ناقدا منطقيا يبحث بعناية.
اليوم الثاني والعشرون” لا تنخدع بالسياسيين
الانخداع في معناه هو إدراك حقيقية السياسيين هل هم على صدق؟ فلتتأكد ولا تنخدع وطبق الاستراتيجيات المقدمة وحاول معرفة سلوكهم فجلهم يريدون منا أن ندرك أنهم مهتمون بالناس وبخدمتهم فلا تنخدع وفرق بين رجال الدولة والسياسيين.
اليوم الثالث والعشرون” لا تكن لواما
لا ننفي أن الجميع يلقي اللوم في مواطن الضعف لديهم أو في شيء غير منطقي. فانتبه أن تلقي اللوم على الآخرين وبذلك تتولى مسؤولية تصرفاتك الشخصية، عن طريق التحكم في انفعالاتك وتحويل طاقتك إلى انفعالات إيجابية.
اليوم الرابع والعشرون” لا تكن قاسيا: أظهر الرحمة
لا تنسى أنك بصفتك مفكرا ناقدا عليك غرس الرحمة والمنطق والنزاهة إلى جانب العدالة في تفكيرك ولا تكن قاسيا حيث يجب التسامح مع من لا يفكر مثلك فأظهر رحمتك ولا تجعلهم يعانون وشجع على المغفرة والرحمة.
اليوم الخامس والعشرون” تعهد بعدم قضاء أي وقت في القلق
عليك التخلص من القلق عن طريق حل المشاكل ولا تمضي حياتك قلقا وتسيطر على انفعالاتك في مقابل القلق الهدوء وابحث عن الحل فاعلم أن القلق لن يضيف شيئا لجودة حياتك بل سيقلل منها فتخلص من هذه العادة عن طريق تطبيق الاستراتيجيات لكي تتحسن إلى الأفضل بتجاوز قلقك.
اليوم السادس والعشرون” كن مواطنا من العالم
الإنسان يعرف على أنه كائن اجتماعي عن طريق رؤية عالمية بدلا من الرؤية القومية، فالمفكرين أتو بفكرة أنه إذا أردنا عالما يقدم العدل للسكان فعليك أن تكون مواطنا من العالم إلى جانب التكامل أفضل من الحصول على ميزة قومية أو نفوذ قومي.
اليوم السابع والعشرون” افعل شيئا لتساعد على جعل العالم أفضل
استنادا لليوم السابق فإذا أردت أن تجعل العالم أفضل فعليك بنشر العدل، فلتكون مفكرا ناقدا عليك أن تعرف الهدف الذي هو تحسين الطريقة التي تفكر بها. بالأخير عليك الإسهام في عالم أكثر عدلا فاعمل من أجل ذلك.
اليوم الثامن والعشرون” شاهد تطورك الذي يحدث على مراحل
نحن في أيامنا المعدودة لإنهاء أيام الكتاب لابد أن نقف عند فكرة مغزاها كل منا يفكر بطريقة ناقدة إلى حد ما فجميعنا يفشل في القيام بذلك في بعض الأحيان. من جهة أخرى مراحل تطور هذا التفكير عبر عنها المؤلفين بمراحل لها علاقة فيما بينها ومتى يصل لها الفرد مع التطرق لكل مرحلة: المفكر البارع، المفكر المتطور، المفكر الممارس، المفكر المبتدئ، المفكر المتحدي، المفكر غير المتأمل.
اليوم التاسع والعشرون” علم نفسك
هنا عليك تعليم النفس عبر تعلم ذاتي فعليك أن تتعلم بمستوى عميق واجعل المكتبة بيتك وأن تلجأ لطريق فعالة لتعلمك فالتعليم يحدث خلال الحياة وليس بسنوات الدراسة.
اليوم الثلاثون” قرر إلى أين تذهب من هنا
وفي اليوم الأخير يجب عليك العمل بما جاء في الأيام من هنا قرر أين ستذهب وطبق الاستراتيجيات السابقة حتى تحسن من نوعية الحياة التي تعيشها وسيطر على عقلك حتى تستخدم مهارات التفكير المنطقي.
ختاما فالتفكير النقدي هو تفكير في تفكير ما تفكر فيه يجب إعادة التفكير فيه وإعادة النظر فيه وتفكير بوضوح. لأنه دائما واستنادا على ما جاء به الكتاب فجودة حياتك تتحدد من خلال جودة تفكيرك، إلى جانب أنه يستلزم توفر القدرات على التواصل الفعال والالتزام بالتغلب على الأنانية وتجنب السيطرة على الآخرين، وأن تتحكم في انفعالاتك الخارجة عن السيطرة وإدراك ما تجهله إلى جانب مقاومة التلاعب والخداع لذلك قم بالحفاظ على تحسين تفكيرك عبر تفكير منضبط وطرح أسئلة أذكى، ولا تمتثل للآخر بمعنى لا تجعل حقوقك تهضم. فكل هذا يجعلك محققا البراعة في تقنيات محددة بمساعدة خبيري التفكير النقدي اللذان يساعدانك على اكتشاف الأكاذيب واكتساب الرؤى الثاقبة واتخاذ قرارات أذكى.
Mashaellah oukhty dounia
التعليقات مغلقة.